Q ورد في الحديث أن النساء هن أكثر أهل النار، فلماذا لا يجوز لهن زيارة القبور؟ الشرح: مثل هذه الأمور توقيفية، فهي ليست بالعواطف ولا بمقاييس الناس، بل هذا من لدن الحكيم الخبير سبحانه والرسول صلى الله عليه وسلم مشرع له، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة النساء للقبور، وفي هذا مصالح لهن في الدين والدنيا؛ لأن المرأة عاطفية وغالباً أنها تجهش بالبكاء وتتجاوز الحد فتأثم وتضر غيرها وتضر الميت؛ لأن الميت إذا كان له شعور -إن صح- فإن هذا يضره ويؤذيه، والأمر الآخر أن المرأة أحياناً قد تخرج عن طورها بالبكاء إلى أمور غير محمودة تضرها في عقيدتها وفي دينها، فلذلك حجب الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة عن زيارة القبور إشفاقاً عليها وعلى دينها وعلى ذمتها.
ولذلك أدلة فالمرأة التي كانت تصيح على ميتها عند القبر فلما نهاها النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بالصبر قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إليك عني، بمعنى أنك لم تشعر بما أنا فيه من مصاب وما علمت أنه النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مما لا يليق، ولو تعمدت لكان هذا كفراً، لكنها ما كانت تدري أنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لما علمت أنه النبي صلى الله عليه وسلم وهدأت من غضبها جاءت تعتذر، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لها أن هذا خطأ، وشرع للأمة، وإذا كانت هذه امرأة من الصحابيات قد وقعت في حرج مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي اسم عظيم، فهذا دليل على أن المرأة لعاطفيتها وحنوها -وهذا جانب تمدح فيه من وجه- وإشفاقاً عليها وإنصافاً لها وعدلاً في حقها أن تحجب عن زيارة القبور.
أما ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن أكثر أهل النار من النساء فهذا خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يناقش فيه غيره، بل يجب التسليم به، وأن النبي صلى الله عليه وسلم علل ذلك ببعض العلل ومن ذلك أنه ذكر أن النساء يكفرن العشير، وأيضاً النساء أكثر انجرافاً أمام الشهوات والشبهات وأكثر وقوعاً في بعض المنهيات، مثل: الغيبة والنميمة واللجوء إلى السحرة والدجالين، فهذا حكم الله ليس لنا فيه خيار، ولا يجوز لنا أن نسأل سؤال المعترض، لكن سؤال المستكشف الذي يريد أن يزداد من الخير والإيمان فلا حرج في ذلك.