أي أحسنها ما يشابه الفأل المندوب إليه ومع هذا لا يرد المسلم عن المضي في حاجته بل يتوكل على ربه ويمضي لسبيله قائلًا: اللهم! لا يأتي الحسن إلا أنت. وهو من إرخاء العنان. وفيه: كنا "نتطير" قال: ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم، أي لا يمنعكم مما توجهتم إليه فإنه من قبيل الظنون لا حقيقة له ولا تأثير ولا تصور ضرر فيه، وهو نفي للتطيرنا بالبرهان، أي لا وجود للتطير وإنما هو شيء- إلخ، فلا يصدنكم، نهى لذلك الخاطر عن الصد، وفي الحقيقة هم منهيون عن مزاولة ما يوقعهم في الوهم. ك: وأصله أنهم كانوا ينفرون الظباء والطيور فإذا أخذت ذات اليمين تبركوا، وإن أخذت ذات الشمال تشأموا. ن: وهو شرك إن اعتقده، وضابطه أن ما لم يقع ضرره ولا اطردت به عادة خاصة ولا عامة فهو المنكر وهو الطيرة، وما يقع عنده ضرر عمومًا لا يخصه ونادرًا لا متكررًا كالوباء فلا يقدم عليه ولا يخرج منه، وما يخصه ولا يعم كالدار والفرس والمرأة فيباح الفرار منه. نه: إياك و"طيرات" الشباب، أي زلاتهم وعثراتهم، جمع طيرة. ك: نهى أن يصير هذا الطير، إطلاقه على الواحد لغة قليلة والمشهور أنه جمع والواحد الطائر. وفيه: "فيطيروا" كل "مطير"، هو بلفظ مجهول التطيير مفردًا وجمعًا، ومطير بفتح ميم وكسر طاء، وروى: مطار- ويتم شرحه في رعاع وفلتة. وح: لا أهوى بها إلا "طار"- يجيء في الهاء. ط: فيبقى شرار الناس في خفة "الطير"، أي اضطرابها وتنفرها بأدنى توهم شبه حال الأشرار في طيشهم وعدم وقارهم وثباتهم واختلال حالهم وميلهم إلى الفجور بحال الطير والسباع. ج: "طارت" في الرحم، يريد إذا وقعت في الرحم فأراد الله أن يخلق بشرًا طارت في بشرة المرأة تحت كل شعر وظفر ثم تمكث أربعين ليلة ثم ينزل دمًا في الرحم فذلك جمعها. و"تطيرنا" أي تشأمنا. مد: ""طئرهم" عند الله" سبب خيرهم وشرهم في حكمه ومشيته. قا: "طائركم" معكم" أي سبب شؤمكم معكم وهو سوء أعمالكم.