ضر. ومنه: "الطيرة" شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل، أي إلا يعتريه التطير وتسبق إلى قلبه الكراهة، قوله وما منا، قيل: إنه من قول ابن مسعود، وكانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعًا أو يدفع ضرًا إذا عملوا بموجبه فكأنهم أشركوه، ومعنى يذهبه بالتوكل أنه إذا خطر له عارض التطير فتوكل على الله وسلم إليه ولم يعمل به غفر له. ط: المراد بالإذهاب ما يخطر في قلب المؤمن من لمة الملك المذهب للمة الشيطان، وحذف المستثنى لما فيه من سوء حال فإنهم يرون ما يتشأمون سببًا مؤثرًا وملاحظة الأسباب شرك خفي فكيف إذا انضم إليه سوء اعتقاد. وفيه: لا "طيرة" فإن يك في شيء ففي الدار والفرس والمرأة، أصله التشأم بالطير ثم اتسع فيها فوضعت موضع الشؤم، يريد أنها منهي عنها إلا فيها كما مر: إنما الشؤم في ثلاثة، أي لو كان له وجود في شيء لكان فيها فإنها أقبل الأشياء له فيكون الشؤم بمعنى الكراهة شرعًا أو طبعًا كعدم الغزاء على الفرس وضيق الدار ونحوهما على ما مر. وفيه: لا "طيرة" وخيرها الفأل، هو فيما يسر ويسيء والطيرة مختص بما يسوء إلا قليلًا، وكان يمنعهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأخبر بأن لا تأثير له في جلب شيء، وضمير خيرها للطيرة وقد علم أنه لا خير فيها فهو من باب: الصيف أحر من الشتاء، أي الفأل في بابه أبلغ من الطيرة في بابها، ومثله روى: وأحسنها الفأل، ويجوز كون أحسن للتفضيل على زعم القوم والسائل