والعلاج والتقدير. قدم أهر الى خدمة مولانا قطب الدين الأهريّ، ليشتغل عليه، ولبس الخرقة من خدمته (?) (كذا)، وأقام بزاويته، واجتمعت بخدمته سنة ثمان وخمسين وستمائة، وكان قد رأى لي مناما، وأنا يومئذ صغير السنّ، أسير، بشّرني بالخلاص، وأن يرتفع قدري، فحصل لي ببركته ما رآه لي، والحمد لله على إفضاله».
وبعد هرب ابن الفوطيّ من أيدي المغول وتحرّره؛ انضوى الى الحكيم الفاضل العليم وزير الطاغية هولاكو نصير الدين أبي جعفر محمد بن محمد الطوسيّ، ولم نقف على الطريقة التي سلكها في الانضواء إليه، غير أنّنا نعلم أنّ نصير الدين كان حكيما واسع الافق، بعيدا عن التعصّب الأعمى، علميّ النزعات، ولولا انضمامه أو ضمّه الى بطانة هولاكو الطاغية الجبّار، لأجمعت الامّة على تعظيمه وتبجيله وإجلاله، وأيّا كان الأمر، فقد صار كمال الدين ابن الفوطيّ في عداد طلاّبه وأتباعه، ولعلّه اختاره لما رآه عليه من أمارات الأدب، ولما فيه من الرغبة في العلم والفلسفة وتعلّم الفارسيّة.