ابن يحيى البغدادي العلاّمة الأديب يعرف بابن البوقي (?).
كان من محاسن الزمان وبقية الصدور الأفاضل الأعيان، من بيت العلم والرواية والفقه والدراية والتقدّم والرياسة ومكارم الأخلاق المجمع عليه في سائر الآفاق، ولو كنت في البلاغة كقس وسحبان وأمدّني بيانه كل ذي بيان لعجزت عن تعديد أيسر فضائله الباهرة ومناقبه الطاهرة وخلاله الزاهرة، كان قد اشتغل في علم اللغة على شيخنا رضي الدين الصاغاني وكان عالما بالعروض، عزيز النفس كريما مليح الخط، حسن الضبط ولو ذكرت بعض فضائله الزاهرة [لأربت] على أضعاف ما ذكرنا لكل واحد من أفاضل (?) العلماء. كتب لي بخطه أوراقا من فوائده، وتردّد إليّ أول ما قدمت العراق وسكنت في مشهد البرمة بالجعفرية مع شيخنا غياث الدين عبد الكريم بن طاوس ... تعجبت من ترتيب هذا الكتاب وتركيبه وأفادني فيه أشياء [لم أجدها] في غيره وتوفي سنة سبع وسبعمائة وكنت يومئذ بالحضرة السلطانية.
كان من أكابر الصوفية العلماء، وسمع الحديث، ورد مراغة سنة أربع وستين وستمائة وكان دائم السكوت إلاّ عن شيء لا بدّ منه، كتبت عنه.