الكرديّ الملك.
كان من الأمراء الأكابر بل الملوك الأكارم، قال شيخنا تاج الدين في تاريخه: وفي رجب سنة ثلاث وأربعين وستمائة، خلع على الأمير فتح الدين في دار الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي القباء الأسود والعمامة الكحليّة المذهبة وهي خلع السلطنة وأنعم عليه بمركوب خاصّ وأذن له في ضرب النوبة الملكيّة وزيد في معيشته ألفا دينار، فصار له في كل سنة أربعة عشر ألف دينار إماميّة، وعهدي بداره في كل جمعة يفرّق فيها من الأدوية والأشربة والمعاجين ما لا يكون في بيمارستان وكان لا يرد سائلا، كائنا من كان. واستشهد في الوقعة في الجانب الغربيّ في المحرّم سنة ست وخمسين وستمائة.
كان عنده فضل وأدب ومن شعره:
ولو قيل لي ماذا على الله تشتهي ... لقلت وأيم الله من شدّة الكرب
تواصل من أهوى بموضع خلوة ... بغير رقيب ثم مغفرة الرّب
توفي شابا بدمشق سنة أربع وستمائة.