وبهذا تبدو أهمية التنمية الزراعية في العالم الإسلامي في وقت لم تعد الحبوب الغذائية مجرد مادة تقوم بها الحياة، أو سلعة تجارية، ولكن من وسائل الضغط السياسي والاقتصادي، وهذه التنمية مسئولية دينية كما أنها مسئولية سياسية معًا، وما يصدق على الزراعة يصدق على الأنشطة الاقتصادية الأخرى، التي توفر للعالم الإسلامي مادة حياته، وحرية إرادته.

إن الإنتاج طريق الكرامة، والسعي فيه عبادة، وإن جهد الزارع والعامل روافد تلتقي مع جهود العلماء، في بناء الحياة الإسلامية، ومن حولها حصون من عزمات الشباب تحفظ الأوطان من أي عدوان.

وإننا لنأمل أن يتسع هذا الإنتاج، وتعمق قواعده وتمتد آفاقه إلى المشاركة في البحث العلمي وأن يتم هذا كل بتنسيق بين الأجهزة على مستوى العالم الإسلامي وبتعاون عالمي لا يمكن للبحث أن يسير دونه.

هذا أيها الإخوة هو طريق الإسلام، وهو طريق السلام، وإنني أتطلع إلى اليوم الذي يلتقي فيه علماء الإسلام على دستور عمل يجمع المسلمين في ساحة وإخاء تحررت من الصراعات المذهبية وتوجهت إلى بناء مستقبل الإسلام.

وأدعو الله سبحانه أن يكتب لكم في هذا السعي فضلًا، وأن يهدينًا جميعًا سواء السبيل.

إخواني:

أكرر الترحيب بكم، وأتمنى لكم طيب الإقامة وخصوبة الإنتاج، وسلامة العودة، واستمرار التعاون.

وفقكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015