كلمة
حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح
أمير دولة الكويت
ورئيس الدورة الخامسة لمنظمة المؤتمر الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه , ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
إخواني:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
باسم الكويت، وباسم منظمة المؤتمر الإسلامي التي تحمل الكويت شرف ومسئولية رئاسة دورتها الخامسة، أرحب بكم في هذه الدورة الخامسة لمجمع الفقه الإسلامي.
ومع الترحيب بكم، وأنتم صفوة علماء الإسلام، تقدير وأمل ودعاء.
تقدير لما تبذلون من جهد بناء في مد الجسور بين الإسلام والحياة المعاصرة، وعكوف دائب على البحث العلمي وزن الإسلام فيه مداد العلماء بدم الشهداء: هذا يبني الأوطان ويحميها، وهذا يبني العقول ويزكيها.
وآمل في أن يستمر عطاؤكم ويزداد.
ودعاء أن يثيبكم الله سبحانه خيرًا، وأن يفتح عليكم وبكم من أبواب التعاون ما ينير للمسلمين مسالك الحاضر والمستقبل.
إخواني:
إن الفقه هو التعمق في الفهم، وإن اختص به القانون والتشريع، وأمامنا الآن فقه أكبر نستطيع أن نسميه " فقه المجتمعات الإسلامية " ويقصد به عمق واتساع فهمنا للقضايا الإسلامية المعاصرة، والاجتهاد في استنباط الأحكام والخطوط الأساسية للتقدم، والاتفاق على الوسائل التي نتخفف بها مما خلفته الأحقاد والحروب من جراح نفسية وفكرية ومادية، وتقوى بها أواصر التعاون في مستوياتها وآفاقها التشريعية والتنفيذية والعلمية والثقافية لتكون الأجيال الجديدة أكثر قدرة وعطاء.
وأعتقد أن نقطة البدء هي أجهزة منظمة المؤتمر الإسلامي ذاتها، لتكون صورة التعاون والتكامل والاجتهاد المنشودة، وتتسع دوائرها لتشمل الأجهزة المناظرة في العالم الإسلامي والجاليات الإسلامية في مواطنها الجديدة.