(11-2) مؤسسات التأمين الخاصة التي لا تسعى لتحقيق الربح:
أشهر مؤسسات التأمين اللاربحية الموجودة في التطبيق العملي والمنتشرة في البلاد الغربية هي مؤسسة التأمين التعاوني والتي تسمى Mutual، ومؤسسة التأمين التبادلي والتي تسمى Reciprocal.
(11-2-1) التأمين التعاوني-اللاربحي:
مؤسسة التأمين التعاوني اللاربحي هي هيئة يملكها حملة بوالص التأمين، أي المستأمنون، وهم فيها مثل حملة الأسهم بالنسبة للشركة المساهمة، وليس لها رأس مال إذ إن رأسمالها هو حصيلة الرسوم (أي قيمة بوالص التأمين) عند بداية عمل الشركة، ثم تتراكم فيها الاحتياطيات، وتدفع الشركة لحملة بوالص تأمينها (أي المستأمنين) ريعًا سنويًا عن فائض الأموال لديها وعوائد الاستثمار، ولكنها تحتفظ بجزء من ذلك على صفة احتياطات لتقوية المركز المالي لها، ولهذا النوع من المؤسسات عدة أشكال منها:
أ - تعاونية مع إعادة مطلقة للتقييم: والمقصود هنا تقييم الرسوم إذ لهذا النوع من المؤسسات الحق في الرجوع على المستأمنين وطلب زيادة الرسوم منهم (بعد انعقاد العقد) بشكل غير محدود، وبالقدر الذي يكفي لتغطية حجم التعويضات خلال تلك السنة، والمستأمنون فيها ملتزمون بالدفع وتسمى باللغة الإنجليزية (Pure assesment mutuals) ونظرًا لهذا الالتزام المطلق من قبل المستأمنين لا يكون عمل هذه المؤسسات إلا ضيقًا ومن خلال الجمعيات والنقابات وما شابه ذلك، والفكرة فيها مستمدة من حقيقة أن الباعث على هذا النوع من البرامج هو التعاون بين الأعضاء لمساعدة من يقع عليه المكروه منهم، لذلك كان منطقيًا أن اشتراكاتهم خلال سنة إذا لم تكن كافية أن يرجع عليهم لزيادة حصة كل واحد منهم، وبخاصة أن العمل قائم على إرجاع ما فاض من الأموال إليهم في نهاية العام إن كان ثم فائض.
ب- تعاونية مع رسم متقدم: وتقوم باستقطاع رسم عالٍ نسبيًا من المستأمنين لدفع كافة التعويضات والمصاريف الإدارية، ولتغطية احتياجات الشركة، فهي تشبه الشركة المساهمة، فإن فاض في نهاية العام شيء رد إلى المستأمنين.
جـ- التعاونيات المؤبدة: وهي تحصل على رسم أوَّلي مرتفع يستثمر لتوليد دخل كافٍ لتغطية المصاريف والتعويضات، ولا يدفع المستأمن بعد ذلك أية رسوم، إذ يكفي الأرباح المتولدة من تلك المبالغ المدخرة لتغطية التعويضات. ثم إن الشركة تقوم بعد عدد من السنوات عندما تصبح الأرباح فائضة عن حاجة التعويضات بدفع ريع سنوي للمستأمنين إضافة إلى استمرار تغطيتهم، وفي حال رغبة المستأمن الخروج من الشركة فإن له أن يسترد الرسم الأولي الذي ساهم فيه، كما أن الشركة عند تصفيتها تقوم برد تلك الرسوم إلى أصحابها (أي حملة البوالص) أولًا.
وكانت أكثر شركات التأمين في الولايات المتحدة هي من هذا النوع، ولكن بعد أن صار قطاع الأعمال يتركز النشاط فيه في مؤسسات قليلة بعد أن اتجهت الشركات إلى شراء بعضها البعض في كافة قطاعات الاقتصاد عن طريق إصدار سندات الدين والاقتراض من البنوك، لم تكن شركات التأمين التعاوني اللاربحي قادرة على مثل ذلك؛ لأنها لا تستطيع الاقتراض من البنوك حيث لا ملاك لها، فصارت تتحول إلى شركات ربحية، وذلك بأن تقل بوالص التأمين إلى أسهم وتفصل بين نشاط التأمين وملكية الشركة.