كلمة

رئيس مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي

معالي الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ولي الخلق والأمر والتدبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله رحمة من الله وسراج منير. اللهم صل وسلم عليه كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد،

فأجدني اليوم مضطراً إلى كلمات معدودات في خطبة جمعية لا مجمعية، لا على جادة الخطباء التي يحركون بها أعواد المنابر في صناعة الكلام وصياغة الكلم، ولكن على جادتهم في المعاني والإعداد للغايات التي يؤمونها والأهداف التي يقصدونها، يجمعهما أمران: نشر شريعة رب العالمين، والدفاع عن هذا الدين، حتى تعيش أمة محمد صلى الله عليه وسلم في حياة آمنة مطمئنة يتوفر لها الأمن بجميع أنواعه: الأمن العقدي فلا إلحاد، والأمن الأخلاقي فلا إباحية، والأمن السياسي فلا فوضى ولا اضطراب، ومنه قول حسان – رضي الله عنه-:

وما الدين إلا أن تقام شرائع

وتؤمن سبل بيننا وهضاب

وكيف لا يكون ذلك مني وأنا أنطلق من كلامي هذا من سدة مجمع جامع لعد من علماء الأقطار الإسلامية الذين تقاطروا إلى هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية، أثابهم الله. يتصدر الحضور جمع مبارك من علماء المملكة العربية السعودية من رجال الفُتيا والقضاء والتعليم ومرافق الدولة الأخرى، وكيف لا يكون ذلك:

أنا على أرض بلاد نيطت بها تمائمي

وأول أرضٍ مس جلدي ترابها

إنها أرض المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين دار الكتاب والسنة، قلعة الإسلام وقبة المسلمين، التي لا يكون فيها دينان إلا ديناً واحداً وهو دين الإسلام، ولا يكون فيها قبلتان إلا قبلة واحدة هي قبلة المسلمين إلى المسجد الحرام. وكيف لا يكون ذلك والمجمع يعقد دورته الثانية عشرة في ضيافة ملك العرب وأهل الإسلام خادم الحرمين الشريفين سليل بيت المجد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود نصر الله به الحق وأهله، آمين. مفتتحاً –حفظه الله- هذا المؤتمر نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير الموفق المسدد سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، أيد الله به الحق وأهله، آمين.

صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

سماحة الشيخ الجليل عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء.

صاحب المعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالإنابة.

صاحب المعالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي.

والآن آن لي أن أقول:

يعيش الناس في ضجيج النظام العالمي الجديد وفي خطى متسارعة إلى العولمة والشوملة، وقد ألقيت السمع وهو شهيد، والبصر وإن كان غير حديد، على مراكز المعلومات والبحث في داخل المملكة وخارجها وتلقيت ما شاء الله من ركائب أهل العلم. هل لهاتين المظلتين والكهفين المظلمين من نظام له مواده ولوائحه؟ لم أُحس لذلك ذكراً ولم أسمع له ركزاً. الأمر أعظم من ذلك وفوق ذلك، فهما كهفان مظلمان تديرهما المؤتمرات الحاقدة على الإسلام والمسلمين، وهي في جملتها في أنواع ثلاثة:

المؤتمرات التي تعقد لوحدة الأديان والتقريب بينها، ومعاذ الله أن يجتمع الحق والباطل، ورحمة الله على إمام أهل السنة الجماعة في زمانه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود، أنه في عام 1326هـ لما أقيم مجمع الإخاء الديني بين الموسوية والعيسوية والمحمدية في بعض البلدان العربية أتى إليه مندوب من هذا المجمع في حدود خمسين بعد الثلاثمائة والألف لتمثيل المملكة في ذلك، فقال رحمة الله تعالى عليه: إذا آمنتم بمحمد وشريعته فنحن إخوة، وإلا فلكم دينكم ولي دين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015