الشيخ عبد اللطيف الفرفور:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الواقع أنه بعد أن حرر أخوتنا وزملاؤنا الأطباء المصطلحات، وشكر الله لهم ولكم، ينبغي تحرير محل الخلاف، فإن الفقهاء مكلفون أن يحرروا محل الخلاف، وقد تفضل أخي فضيلة الشيخ محمد سليمان الأشقر إلى شيء كثير من تحرير محل الخلاف، وإذا حررنا محل الخلاف ضيقنا دائرة القضية التي نحن بصددها، وربما كان ذلك أدعى إلى التوصل إلى الحل بإذن الله، فنحن أمام ثلاثة أمور: أمر يرى لدى الجمهور من أخوتنا العلماء في هذا المجمع الموقر، يرى أنه لا مانع من ذلك، وهو ما كان في حيز النبات والحيوان.
وأما بالنسبة للبشر فكذلك هنالك صور يرى أنها محرمة ممنوعة، وهو ما كان خارج دائرة الزوجية، وأما الخلاف الحقيقي فينبغي أن يحرر محله في قضية دائرة الزوجية بالذات، وفي الصورتين اللتين تكلم فيهما أخي الشيخ محمد الأشقر قضية النواة المخصبة أو قضية الخلية التي تزرع في بييضة المرأة، هذا هو محل الخلاف في الواقع، ثم هنالك ما تفضل به أخي الدكتور محمد علي البار الطبيب المعروف في قضية إصلاح الحيوان المنوي قبل تلقيحه في البييضة بأن نذهب منه بعض الأمراض الوراثية وهو الصورة الثالثة والرابعة من التقرير الذي قدمه في تحرير المصطلحات الدكتور الخياط، في هذا الموضوع لا شك أن الخلاف قائم ولا نستطيع أن نقول إن هذا مسموح به قطعًا أو ممنوع قطعًا، هذا مما ينبغي أن يبحث، وإذا بحثنا فيه فلا مانع أن نتوقف اليوم وأن نبحث فيه غدًا حتى تتكامل أدوات البحث.
وبالنسبة لقضية دائرة الزوجية بصورتيها، ففضيلة الشيخ الأشقر يرى المنع أو الحظر كما فهمته، والبعض يرى السماح ضمن دائرة الزوجية من الزوج لزوجته حصرًا، ولعل فضيلة الدكتور الشيخ وهبة - حفظه الله - يرى المنع بالكلية، والذي يذهب إليه الرأي ويطمئن إليه القلب بالنسبة لهذه الصور كلها: الحظر - حتى بالنسبة للدائرة الزوجية – سدًّا للذريعة، لأننا إذا فتحنا الباب قليلًا يخشى أن ينفتح الباب على مصراعيه، وإذا استطعنا أن نفتح الباب بضوابط وشروط يجتمع عليها الفقهاء والأطباء وواضحة جدًّا فلا مانع من ذلك، وإذا لم نستطع أن نتوصل إلى ذلك فلا مانع من الحظر الآن، أو أن نتوقف الآن ريثما تتضح لنا الضوابط المطلوبة لأن سد الذريعة مطلوب شرعًا، فقد يحرم ما يبدو لنا أنه مباح كي لا يتوصل بهذا المباح إلى كثير من الحرام؟ بمعنى أنه قد نترك كثيرًا من المباح كي لا نصل إلى المحرم قطعًا، وهذا الرأي لا أُلزم به وإنما يظهر لي.
والله تعالى أعلم، وعلمه أتم وأحكم. . وشكرًا لكم.
الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من خلال هذه البحوث وما قرره الأطباء، ومن هذه المداولات بين الأطباء والفقهاء التي تفضلتم بها فإن الرأي العام يتجه في هذا المجمع إلى تحريم ومنع الاستنساخ البشري بمفهومه العام، وتقرير المناشدة بألا يتخذ المسلمون أو البلاد الإسلامية ميدانًا للممارسة في إنتاج الاستنساخ البشري، وقد ترون مناسبًا أن تكون اللجنة المؤلفة لصياغة القرار وإعداده من المشائخ: عبد الله بن بيه، الشيخ عبد الله بن منيع، الشيخ علي السالوس، الشيخ نزيه حماد، الأطباء: صالح كريم، محمد علي البار، هيثم الخياط.
وبهذا ترفع الجلسة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.