في الواقع أن الشيخ علي أعطانا بحثًا فيه بيان وهو بيان يشبه السحر نرجو الله سبحانه وتعالى أن ينجينا من سحره، فهذا الموضوع موضوع خطير وموضوع في الواقع يعتبر عبثًا بالإنسانية وعبثًا بالمجتمع الإنساني على وجه العموم، فلا بد أن يكون لنا موقف يناهض هذا العبث الذي من شأنه أن يقضي على الإنسانية ويعتبرها ميدان تجارب على ما يريد.
ذكر بأن تغيير خلق الله الذي آلى الشيطان على ربه أن يأخذ به أنه عبارة عن توهمات وإيحاءات شيطانية ولكننا نقال: لا ليس الأمر كذلك، بل هو في الواقع من الشيطان هي إيحاءات للقيام بأعمال مادية، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن النمص، ونهى عن الفلج، ونهى عن الوشم، وقال صلى الله عليه وسلم: بأن هذا من تغيير خلق الله، والله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه مما يريد الشيطان أن يفعله {وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ} ، فهذا كذلك تصرف مادي ليس إيحاءًا ولا توهمًا.
في الواقع كم أتمنى أن تشتمل بحوثنا المقدمة في هذا المجمع على ما يتعلق بالآثار السلبية على العقيدة، هل هذا تدخل في خلق الله وفي تغيير الأسس الربانية للخلق؟ أقصد هل في ذلك فتح لأبواب الإلحاد من قبل الإيحاء إلى ضعاف الإيمان بأن الحياة طبيعية ودهرية وجاءت عن طريق الصدفة؟ أتمنى أن يكون هناك رد على إنكار هذا التصور، وإن كان هذا التصور من ضعاف الإيمان، وأتمنى أن يكون من الرد على ذلك أن العناصر الأساسية للاستنساخ هي من الله تعالى، وهي خلق من خلق الله تعالى، وأن القائمين بهذه البحوث لا يستطيع أي واحد منهم أن يوجد عناصر مستقلة لإيجاد خلق آخر، فمهما تقدمت بحوثهم ونتائجهم في هذه المسألة فهي لا تتجاوز القول بأن ذلك خلق الله، يكون في الاعتبار أن معظم القائمين بهذه البحوث علماء طبيعيون، دهريون، ليس لهم ولا عندهم ضوابط دينية تجعلهم يقفون دون مسالكهم.
وهناك مؤسسات مالية لها قدرة على تمويل هذه البحوث وقفت الحكومات من ذلك مواقف سالبة موفقة إلا أن هذه المؤسسات المالية الخاصة لها غرض من الجانب الاقتصادي، أي من جانب الكسب المادي، فهي تمول هذه المعاهد المختصة بهذه البحوث لا لغرضٍ إلا الاستزادة من التكثر في المال، هذا يوجب علينا أن نكذب الردود على هذا العبث الإنساني المفضي إلى الكفر بالله من ضعاف النفوس - وما أكثرهم - نظرًا إلى أن مسائل الاستنساخ ليست مما تحتاجه الإنسانية في مجالات حياتها من حيث الاجتماع والاقتصاد والصحة، وهو في الواقع تدخل في الخصائص الربانية، وآثاره السلبية أضعاف أضعاف ما يمكن أن يقال بوجود جوانب إيجابية.