الشيخ محمد علي التسخيري:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.

أيها السادة، كل ما سمعناه حول الاستنساخ وما قرأناه كان بحق تخوفًا من آثاره الضارة والمرعبة، لكننا في اللغة الفارسية - وهذه معلومة لديكم - عندما نأتي بمتهم لمحكمة ولا يريد أن ينتخب له محاميًا نسمي بالفارسية المحامي الذي تنتخبه المحكمة بـ (المحامي التسخيري) ، اسمحوا لي أن أكون محاميًا تسخيريًّا في هذه الورقة المختصرة بشكل ربما يطرح الرأي الآخر، ولكنه رأي قد لا أقتنع أنا به، لكي تتم المداولة بشيء من التعادل؛ لا أريد أن أتحدث عن أنواع الاستنساخ فقد سمعنا منها هذا الصباح ما يفيد، ولكني ألاحظ أن الاستنساح بأشكاله التقليدية والجديدة لا يستغني عن تلاقح المنوي الذكري والبييضة الأنثوية ولو في المراحل السابقة، أما في شكله الجديد فواضح، وأما في الشكل القديم فلأن النواة المجلوبة من الجلد مثلًا إنما نتجت بعد تكاثر خلية ملقحة سابقًا، وقد سمعنا - هذا الصباح - من الدكتور أن البييضة قد تنشط حتى تصل إلى حيوان، هذه البييضة هي نفسها نتيجة تلقيح بلا ريب من قبل، وعندما تصل إلى الحيوان، هذا الحيوان عقيم لا يمكنه أن يمتد، كأن آثار التلقيح السابقة امتدت إلى هذا الحد ووقفت عند حدها.

قبل أن نلقي نظرة على الموضوع نرى ضرورة التذكير ببعض الأمور:

الأول: إن كل حدث جديد وخصوصًا إذا كان يتصل بمسألة حياتية كهذه مما يغير مجرى الحياة البشرية لا بد أن يثير أجواء عاطفية، ويغرق الأفكار في افتراضات وتخمينات بعضها رائع وبعضها مرعب، ولكل بعض أنصارٌ ومؤيدون. . في هذه الأجواء ربما لا يستطيع الباحث أن يدرس الموضوع بكل موضوعية وتجرد، وإنما يجنح مع هذا الفريق أو ذاك دون أن يشعر أحيانًا؛ ولذا فمن البعيد التوصل إلى رأي جماعي أو علمي أو فقهي موضوعي في هذه المرحلة.

الثاني: إن الأبحاث العلمية لا يمكن منعها والوقوف بوجهها، خصوصًا إذا كانت بهذا المستوى من التأثير الواسع، وإذا كانت تطل على عالم مجهول لتفتح مغاليقه ومجاهله، فيجب التأمل كثيرًا قبل إصدار الأحكام المطلقة، ويجب أن نضع في الحسبان تلك الحالات التي سنواجهها شئنا أم أبينا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015