الاستنساخ البشري:

تاريخه: منذ القرن الماضي، أخذ الطب يتدخل في الإنجاب أو في التكاثر البشري، ففي سنة 1884 م تم في أميركا الشمالية حقن كمية من المني داخل الرحم لستر عدم خصوبة الزوج، وبقيت هذه الطريقة عندهم محاطة بالسرية الكاملة، فلا يعرف المانح أين ذهب ماؤه، ولا تعرف المرأة صاحب المني، ولما تمكن العلماء من تجميد اللقاح تيسر انتشار هذه الطريقة في الخمسينات، وهذا محرم في نظر الإسلام، واختلاط للأنساب.

وفي سنة 1978 تطورت التقنيات فتمت ولادة لويز براون، بتخصيب بييضة أمها باللقاح خارج الرحم - في بريطانيا - واستمرت هذه التقنيات في حالات كسل الحيوانات المنوية أو قلتها أو في حالة انسداد قناة فالوب موعد اللقاء والاندماج بين البييضة واللقاح، أو بغير ذلك من النقائص.

وفي سنة 1983 وصلت التقنيات لتجميد اللقائح، الأمر الذي مكن من الاحتفاظ بها لمدد طويلة، فاتسعت دائرة استخدام طريقة الحمل بواسطة زرع هذه اللقائح في الرحم بعد تحريكها من جديد لتبدو الحياة الكامنة فيها.

وفي سنة 1993 تمت أول محاولة للاستنساخ البشري في الولايات المتحدة الأمريكية على الطريقة التوأمية، وتم الإعلان عنها في مؤتمر الخصوبة الأمريكية بمدينة مونريال.

وأعلن العالمان اللذان قاما بها أنهما عزما من أول الأمر أن تكون تجربتهما - خوفًا من النتيجة - تقف عند حد محدود، ولا تنتهي إلى غاية المدى الذي تصل فيه اللقيحة إلى إنسان مكتمل الخلق، ذلك أنهما خصبا البييضة بأكثر من حيوان منوي، فأصبحت بذلك محكومًا عليها سلفًا بالتوقف عن الانقسام والموت، وأشاد المؤتمرون بتجربتهما واعتبرت أفضل ما قدم في المؤتمر.

وما أن أطلت (دولي) تغازل البشرية أو تتحداها حتى ملأت الدنيا وشغلت الناس، وحق للإنسان أن يشعر بالخطر الداهم من الزلزال الذي سيدك كل ما بنيت عليه البشرية من قيم وأخلاق وروابط اجتماعية.

إن القرن العشرين الذي ورث حصاد ما زرعه الفكر الإنساني في حقل المعرفة من أول الكون إلى اليوم، قد تمرد فيه العلم تمردًا أعماه عن البصر بدوره الذي هو إسعاد البشرية، فعزل الغاية، وقصر همه على ذاته، فانطلق بدون هدى يهديه ولا قيم تحكمه، يبني ويهدم ويعمر ويخرب، ويستعبد الإنسان ثم يرمي به في زاوية العجز ليقضي عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015