النوع الثالث هو استنساخ الأجنة:
يتم استنساخ الأجنة من خلال الأنسجة، هذا الكلام قبل خمسين أو ستين سنة. أحد العلماء اسمه سنيمان والثاني لينتون، والملفت للنظر أن العلماء في أسكتلندا هم أكثر الناس قربًا (أو لهم باع طويل) في قضايا الاستنساخ، لذلك كانت ردة الفعل في أمريكا وغيرها قوية لأن هنالك ممكن في أسكتلندا وفي المعهد هذا بالذات هو المكان الذي ولد فيه الاستنساخ والمتابعة، وهنالك طبعًا قضايا لها سريتها الكبيرة ولا يمكن الإعلان عنها بسهولة، فقبل أن تنتج عملية استنساخ الأجنة لا تجد استنساخ أجنة نسميها في كتب الأجنة كلها مذكورة، وفي كتابي أيضًا ذكرت استنساخ أجنة من خلال قطعة بسيطة، نأتي إلى الجنين هذا مثلًا ونأخذ جزءًا بسيطًا ونستزرعه في بييضة ثم تجده يعطينا جنينًا، وهذه طبعًا نال عليها سنيمان جائزة نوبل.
وهذه الصورة تبين بأننا نأخذ جزءًا من جنين ونضعه في جنين آخر ويعطي أيضًا جنينًا ملاصقًا.
فإذن كان على مستوى , قبل خمسين سنة , على مستوى نقل نسيج بسيط مجموعة من الخلايا تعطي جنينًا كاملًا.
نأتي إلى استنساخ الأجنة، في الحقيقة استنساخ الأجنة ثلاثة أنواع وهي:
- استنساخ الأجنة بفصل الخلايا، عندما نقول: فصل الخلايا معناه أن هناك حيوان منوي هذه صورة حقيقية وأيضًا هناك بييضة، طبعًا الملفت للنظر هو أن الحيوان المنوي لا يحمل إلا رسالة المادة الوراثية التي تتجه بعد ذلك إلى النواة نفسها، بينما البييضة نفسها تحمل سيتوبلازم وتركيبات داخلية.
لاحظوا هنا أن الحيوان المنوي عندما يدخل إلى النواة ويتجه أيضًا إلي نواة البييضة.
وفي حالة أخرى يتحد الاثنان مع بعضهما ومنهما ينشأ التكوين ويخلق الله - سبحانه وتعالى - يعني من المادة الوراثية من الأب 23 كروموزومًا وأيضًا من الأم 23 كروموزومًا، ومن خلالهما يتم الدمج ويخلق الله - سبحانه وتعالى - الجنين.
وفي حالة أخرى أيضًا، هذه أربع خلايا البييضة الأولى التي رأيناها بعدما اندمجوا مع بعضهم يكوّنون البييضة المخصبة والتي هي سوف تعطي الجنين، تبدأ بعد ذلك عملية الانقسام، الانقسام الأول عبارة عن خليتين، الانقسام الثاني فيه أربع خلايا، بعد ذلك، هذه اثنان، أربعة، ثمانية، ستة عشر، اثنان وثلاثون، أربعة وستون، مائة وثمانية وعشرون، وهكذا، ما هي ميزة هذه الخلايا؟ ميزة هذه الخلايا بأنها تستمر خلايا نسميها بأنها غير متمايزة، لو أخذت أي خلية من هذه الخلايا واستزرعتها تعطي جنينًا، هذا النوع استفاد منه العلماء في الإنتاج الحيواني وأيضًا طبق على الإنسان عام 1993، بمعنى إذا أخذنا أي خلية فإنها تعطي جنينًا، إذن يستنسخ منها، ممكن أن ينتج من خلالها 128 نسخة متطابقة لأن المادة الوراثية واحدة قادمة من أب واحد ومن أم، ومن 23 و 23 من جهة واحدة، وفي حالة أخرى نرى أن هذا النوع يشبه التوائم المتطابقة، لأن عندنا نوعين من التوائم وهما: توائم غير متطابقة (عادية) وتتكون من حيوانين منويين ويخصبان بييضتين، كل حيوان منوي يخصب بييضة، لكن النوع الثاني (التوائم المتطابقة) والتي تكون مواصفاتهم واحدة هو أن حيوانًا منويًّا واحدًا يخصب بييضتين، ثم تنقسم مثل ما رأينا قبل قليل ثم يحصل في داخل المرأة أنه ينزل إلى الرحم بعد عملية الفصل، الخلايا تنفصل عن بعضها بعد عملية تلقيح الحيوان المنوي للبييضة وبالتالي يعطي توائم متطابقة.