هناك فعلا أبرياء لا يزالون بيننا، وفي المجتمع العربي والإسلامي نقل إليهم هذا الميكروب، فيجب أن ننظر في حكمنا عليهم أن يكون يراعي ما أصيبوا به دون أن يكون إصابتهم نتيجة استهتار أو تهاون. وشكرا لكم.
الشيخ الخليلي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،
فقد استمعت إلى العرض الشيق للبحث الذي قدم حول هذه القضية، واستمعت إلى المداخلات. وحقيقة الأمر أرى أن الأمر يحتاج إلى علاج من جذوره، فهناك العلاج الأول العفة، فالعفة يجب أن توفر أسبابها، من أسباب العفة تحصين الشباب ذكورا وإناثا بالزواج الشرعي، كما يشير إلى ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)) . فقد يكون عزوف الشباب عن الزواج بدعوى تكميل الدراسة أو بدعوى ضمان المستقبل إلى غير ذلك من الدعاوى الطويلة العريضة التي تشاع الآن من أسباب هذه الانحرافات والعياذ بالله. وإذن تشجع هؤلاء الشباب وترسيخ الإيمان في قلوبهم حتى يعلموا أن المستقبل هو بيد الله – سبحانه وتعالى – ليس بيد أحد من الناس حتى يسعى إلى ضمان مستقبله، وإنما المستقبل بيد الله، وإلا فلا يدري أحدنا متى يفجعه ريب المنية أو متى يأتيه ريب الزمان بأي شيء يكرهه. فإذن اللجوء إلى الزواج هو حصانة للجنسين جميعا. ثم بجانب ذلك ترسيخ حدود الشرعية التي فرضها الله – تبارك وتعالى – في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بحيث يقام حد الزنا سواء كانا الزانيان بكرين فيحدان بالجلد الذي ذكره الله في كتابه، أو كانا محصنين فيحدان بالرجم الذي ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمعت عليه الأمة.