الشيخ علي التسخيري:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا المرض في الواقع مرض الحضارة الحاضرة اليوم، ويصدق عليه قوله تعالي: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 127] . وأعتقد أن اتجاه الحضارة الغربية لفسح المجال للعلاقات الجنسية خارج الزواج أكبر جريمة بحق البشرية، وهذا ما تجلى بشكل قانوني في مؤتمر القاهرة من نشاطات الغرب في هذا المجال، وللحديث مجال واسع.

بالنسبة للأحكام الشرعية التي تترتب على هذا المرض، هناك إشارات – فقط – سريعة ويا حبذا لو تم التركيز عليها والوصول فيها إلى نتيجة.

بالنسبة لمرض الموت. هل يعتبر مرض الموت؟ أعتقد أن الفهم العرفي لمرض الموت هو المرض الذي يؤدي غالبا إلى الموت والذي ينتهي أيضا للموت. ربما هناك مرض يؤدي غالبا إلى الموت ولكنه لا ينتهي إلى الموت، هذا المرض لا تعتبر المعاملات فيه باطلة، أو هناك مرض لا يؤدي غالبا إلى الموت ولكنه ينتهي إلى الموت، هذا المرض أيضا لا يمكن أن نعتبره مرض موت باعتبار أن المقدم على المعاملات في أثناء هذا المرض لم يكن يتصور أنه سوف ينتهي به الأمر إلى هذه الحالة، والخوف كله من حالات ميل المريض بمرض الموت إلى التعدي على حقوق الورثة.

على أي حال بالنسبة لمرض الإيدز هناك حالة كمون قد تطول عشر سنوات، لا أدري الدكتور البار هو أعرف بها. وهناك حالة كَلَب وظهور، في حالة الثوران لا ريب وأن هذا المرض ينتهي بشكل طبيعي للموت، لا ريب، هذا المرض مرض موت في هذه الحالة أما في حالة الكمون فهناك توقف في اعتبار هذا المرض مرض موت، وبالتالي إبطال بعض الهبات التي تحدث من قبل المريض والتي تؤثر على حصص الورثة.

بالنسبة للإجهاض، قيل إن انتقال المرض من الأم إلى الجنين، لا أدرى أيضا، الأخصائيون يعرفون، قيل لا يتجاوز العشرة بالمئة (10 %) ، وكذلك إنما يتم الانتقال في الأشهر الأخيرة من الحمل، ومع هذا فيجب أن يمنع مطلقا مسألة تجويز الإجهاض حتى في حالات التأكد من الإصابة في المراحل الأخيرة. وهنا رواية لدي منقولة عن الإمام الصادق فيسأله السائل: (أن المرأة تخاف الحمل فتشرب الدواء فتلقي ما في بطنها؟ قال: لا، قلت: إنما هو نطفة. قال: إن أول ما يخلق نطفة) . يعني من أول انعقاد النطفة إلى آخر الحمل يجب ألا يُعتدى مطلقا على حياة الجنين حتى ولو جاء احتمال الإصابة، هذا مما أؤكد عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015