أصحاب السماحة والفضيلة، أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
بدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله وأبقاه، تحتضن في هذا اليوم الأغر السعيد غرة شهر ذي القعدة 1415هـ هذه المدينة الجميلة الساحرة مدينة أبو ظبي، عاصمة الإمارات بلد الخير والنماء، مؤتمركم التاسع لمجمع الفقه الإسلامي الدولي.
وإنها لرعاية سامية وعناية فائقة يشمل بها سموه الكريم مؤسستكم العلمية مجمعكم الموقر، دعما لجهوده، وحثا له على السير قدما في مجال النظر والدرس والتحقيق والاجتهاد، فهو من أكد في هذه البلاد للمسلمين يقينهم بدينهم، وتعلقهم بشريعة ربهم، وحفز الهمم والطاقات لخدمة هذا الواجب وتعزيزه، أمد الله سمو الشيخ بأيده ونصره وأجزل له مثوبته على ما يبذله من جهود لخدمة الإسلام والمسلمين.
وقد وجدنا من سمو ولي عهده ومن رجال كبار دولته كل إيسار وكرم وبر وحفاوة، أمتع الله بهم ورعاهم وحفظهم وآتاهم في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة.
هذا وقد طال نسبيا ما بين الدورة الثامنة ودورتكم هذه، ولكن الله يسر لنا بفضله بجانب صدور العدد السابع من المجلة، وتقديم الثامن منها للطبع، إنجازات ومشاريع مهمة نحمد الله على ما به أنعم وإليه وفق وهدى. وأعلى هذه الإنجازات قدرا وأعظمها نفعا للفقهاء والطلاب المكرمة البارزة في هذه الدورة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية. وهي من بين مكرماته العديدة على مجمعنا تتمثل في ما أنفقه على تحقيق وطبع كتاب (عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة) لابن شاس، وفي إذنه السامي للمجمع بنشره باعتباره من أمهات كتب الفقه ومن أهم مصادره، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين للأمة، وادخره للملة يحمي ذمارها، ويدعم وحدتها، ويرفع لواءها، ويعلي منارها، وينشر مفاخرها وآثارها.