كلمة معالي الأستاذ
أسامة جعفر فقيه
رئيس البنك الإسلامي للتنمية – جدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، القائل في محكم التنزيل:
{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
والصلاة والسلام على المبعوث بالحنفية السمحة، القائل: ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) .
معالي ممثل راعي هذا الحفل المبارك؛
أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة؛
أيها الأخوة الأكارم؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد؛ اسمحوا لي أن أستهل حديثي إليكم بتجديد الشكر لله سبحانه وتعالى على نعمه الجليلة وما امتن به على أمتنا الإسلامية، من قيام هذا المجمع المهيب. وأُثَنِّي بإزجاء التهنئة إليكم على أن حقق الله على أيديكم أملا عظيما طالما راود الأمة الإسلامية في قيام هيئة شرعية تبين حكم الإسلام في كثير من المسائل والأمور المستجدة في عصرنا هذا.
فلئن اشتكت الأمة حينا من الدهر فراغا دفع البعض إلى الأخذ بقوانين وضعية لم تألفها من قبل، فإن محفلكم المبارك هذا لخير دليل على أن الأمة لم تخل قط من نخبة رائدة من الدعاة الصالحين، والعلماء المتمسكين بأهداب العقيدة، العاملين بقوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122] .فجزاكم الله خيرا على ما تبذلونه للحفاظ على قيمنا الإسلامية الأصيلة، وما تحثنا عليه من الالتزام بتراثنا الفقهي العظيم، وما تدعون إليه من تمسك بأحكام شريعتنا نبراسا ينير لنا ضروب الخير والفلاح.
فالمجمع هو اللسان الناطق بجمع شمل الأمة على كلمة سواء، والاهتداء بالكتاب والسنة في كل شأن من شؤون الحياة، وهو العقل الذي أَعْتَدَتْهُ الأمة لإعمال النظر والفكر في ما جد ويجد من مسائل ومشكلات. وإليه المرجع في الاهتداء إلى ما وضعته الشريعة من أصول وكليات وقواعد، إذا هي ردت إليها، صلح أمر الناس، بإذن الله تعالى.