ولا عجب، فلقد جاءت فكرة إنشاء مجمع الفقه الإسلامي الدولي أساسا من أجل تبصير المسلمين بأمورهم الدينية والدنيوية، وذلك عن طريق اجتهاد جماعي متأصل من علماء الأمة وفقهائها الذين هم ورثة الأنبياء، كما ورد في الحديث الشريف.
وإلى جانب الدورات، فإن المجمع يعقد مع عدد من المؤسسات الإسلامية ندوات متخصصة في قضايا فقهية واقتصادية وطبية واجتماعية، بهدف التمهيد والتوطئة لمؤتمرات مجلس المجمع، أو لإجراء مزيد من التمحيص والدراسة لبعض الموضوعات التي سبق عرضها على دورة من الدورات، ولكنها لم يكتمل جميع جوانبها من الدراسة، فيوصى ببحثها في ندوة متخصصة استعدادا لعرضها مرة أخرى على دورة لاحقة يتم فيها اتخاذ قرارات بشأنها.
وفي نهاية هذه الكلمة أرى لزاما على أن أُنَوِّهَ بجهود أعضاء مجلس المجمع من فقهاء وباحثين وخبراء، وأخص بالذكر رئيس المجلس، في هذه المؤسسة الأصيلة، سائلا المولى عز وجل أن يجازيهم عن الإسلام والمسلمين أحسن الجزاء وأجزله.
كما لا يفوتني أن أُعرب عن فائق الشكر والثناء إلى العاملين بالأمانة العامة لمجمع الفقه الإسلامي، وعلى رأسهم الأمين العام الذي لم يدخر أي وسع في سبيل الرقي بالمجمع.
وأخيرا، أنتهز هذه الفرصة لتوجيه نداء حار إلى جميع قادة الدول الإسلامية لكي يمدوا لهذه المؤسسة الإسلامية الدولية يد العون المادي والمعنوي حتى تتمكن من أداء رسالتها النبيلة على الوجه الأكمل.
والله أسأل أن يكلل جهودنا، ويسدد خطانا، ويوفقنا لخدمة الإسلام والمسلمين، إنه تعالى سميع مجيب الدعوات.
والله ولي التوفيق، وهو من وراء القصد.
د. حامد الغابد
الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.