ولقد كانت التوجيهات التي جاءت في خطاب حضرة السلطان أمام علماء الأمة وفقهائها، في هذه المناسبة الشريفة، تفيض إيماناً وحكمة، وتبشر بالمؤازرة والدعم المستمر لكل عمل جاد إسلامي، فرعاه الله وحفظه وأمده بالقوة والأيد من عنده.
وعلى مدى سبعة أيام دارت أعمال المجمع العلمية تتخللها مسامرة عن السنة النبوية الشريفة ودورها في بناء الأمة وإقامة أمجادها ودرء الأخطار والعدوان عنها وعن شريعتها، وفي الجلسات الصباحية والمسائية بحثت عدة قضايا ومشاكل: أصولية فقهية، وتجارية اقتصادية، واجتماعية، وطبية كان قد تضمنها جدول أعمال هذه الدورة، فقدمت العروض، وجرت المداولات، وتشكلت اللجان، وأعدت القرارات والتوصيات، وكانت دورتنا الثامنة هذه ناجحة.
ناجحة في تنظيمها بما وفرته حكومة جلالة السلطان ووزارة الشؤون الدينية بإشراف معالي الوزير الدكتور داتو حاجي محمد زين من أسباب الرعاية الكاملة والعناية الفائقة، فجزاهم الله عنا خير الجزاء.
ناجحة في إدارة أعمالها بحكمة رئيس المجمع فضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله، وبدوره الكبير في جمع الآراء وترتيبها واستخلاص وجهات النظر من المناقشات، والانتهاء بها إلى الغاية التي يعلن عنها المجلس، بعد عميق بحثه وطول مناقشاته.
ناجحة فيما توصلت إليه من توصيات وقرارات حكيمة تؤكد أن الاجتهاد الجماعي المجمعي هو المعتمد في هذا العصر، وأن عليه المعول لما ينطق به من تضافر الجهود، ومقارنة الأقوال والآراء بعضها ببعض، وتناولت القضايا المطروحة تناولاً يقوم على استقصاء البحث، واعتماد الدليل، ومراعاة مقاصد الشارع، وذلك من صفوة العلماء من أعضاء وخبراء المجمع، الذين تقدموا لهذه الدورة بنحو ستين بحثاً، ولا يألون جهداً ولا يدخرون وسعاً في خدمة قضايا الأمة، وتجميع طاقاتها، ومواجهة ما يعترض سبيلها من تحديات، بتحديد المسار، وإيضاح الأحكام، والتيسير على الناس، وفقهم الله للخير، وسدد أعمالهم، وأثابهم ببذلهم وعطائهم أجراً حسناً من لدنه.