إن منظمة المؤتمر الإسلامي، وطبقا لأهدافها النبيلة قد قدمت دعمها الكامل إلى قضيتي فلسطين والبوسنة والهرسك، كما أنها مستمرة في بذل الجهود للإبقاء على ضغط الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن من أجل فرض احترام الشرعية الدولية بنفس المعايير وتطبيق القرارات الدولية دون تمييز.
وفي أماكن أخرى من العالم، فإن حقوق الشعوب المسلمة تتعرض للانتهاك يوميا. تلكم هي الحال في كشمير والفلبين وقبرص وبورما. بينما يتحارب الأشقاء في بلاد إسلامية أخرى باسم مصالح ليست دائما مصالح للشعوب التي يدعون الدفاع عنها. وهكذا فإن الوضع في الصومال وأفغانستان مستمر في التدهور بشكل مثير للقلق، حيث يصر الأشقاء الأعداء على إفشال كل محاولات إعادة المصالحة الوطنية.
ورغم هذا الوضع المتردي فإن أملي عريض في أن تتمكن الأمة الإسلامية من تعزيز وحدتها، وفرض وزنها على كل الأحداث التي تشغل بال المسلمين بالدرجة الأولى. كما أن ثقتي كبيرة في أن العلماء والفقهاء والمثقفين المجتمعين هنا سينظرون في هذه المشاكل وسيتقدمون باقتراحات عملية من شأنها تعزيز التضامن والأخوة الإسلامية في مواجهة التحديات المحدقة بالعالم الإسلامي.
صاحب الجلالة،
أصحاب المعالي،
أصحاب الفضيلة،
أيها الأخوة الكرام.
لا يفوتني في ختام هذه الكلمة أن أتوجه بأسمى آيات العرفان والتقدير إلى حكومة المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك: فهد بن عبد العزيز آل سعود، للدعم المادي والمعنوي التي ما انفكت تقدمه لمنظمة المؤتمر الإسلامي عامة، وللأمانة العامة ومجمع الفقه الإسلامي على وجه الخصوص.
واسمحوا لي أيضا أن أجدد الشكر والتقدير إلى صاحب الجلالة السطلان: حسن بلقيه، وإلى حكومة بروناي دار السلام، وشعبها لتفضلهم باستضافة هذه الدورة للمجمع، ولما اتخذ من تدابير من شأنها أن تضمن نجاحها.
كما يسعدني أن أتوجه بالشكر إلى المسؤولين، وأعضاء المجلس، والخبراء والعلماء والباحثين في المجمع، وكافة الموظفين للعمل الإيجابي الذي قاموا به بتفان لجعل هذه المؤسسة المنتمية لمنظومة منظمة المؤتمر الإسلامي أداة فعالة في خدمة الأمة.
قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105]
صدق الله العظيم،
أشكركم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.