هذه الفعلات تؤول بالشرع إلى دين محرف، وشرع مُبدّل، وأنتم أيها العلماء الأجلاء، وقد اجتمعتم من أقطار العالم الإسلامي كافة، ما لنا إلَّا أن نعلنها صريحة على مسامعكم الكريمة، لترَوْا رأيكم، وتنظروا في الكتاب الذي يطبع من بعض الأشخاص بما داخله من تحريف في تفسير كتاب الله في نص آية – أكرر- في نص آية أو حديث أو أثر أو كلام عالم.
فكُتُب السلف وديعة السلف إلينا، وهي في ذمتنا، وعهدُ الإسلام إلينا، فيجب علينا أن نرعى حرمتها، وأن يقول لسان الحال منا: جهادًا بالقلم واللسان أمام هذا التحريف، إذا كان في كل ناد أثر من ثعلبة، فإن وراء كل داجية فجرًا صادقًا، وما من فجر كاذب إلَّا ويتبعه فجر صادق، والعلم محاط بعناية الله بحفظه، وتهيئة أهله لحفظه، فما استطاع هؤلاء المحرفون أن يظهروا، وما استطاعوا له نقبًا، فهبوا إلى حمايته – رحمكم الله – خفافًا وثقالًا، ألا إنها الاستقامة، مستقيمين على دين الله وشرعه، ألا إنها الاستقامة هي رأس مال المسلم في هذه الحياة الدنيا، ولا إخالكم إلَّا كذلك.
سبحان من قسم الحظوظ فلا عتاب ولا ملامة
أعمى وأعشى ثم ذو بصر وزرقاء اليمامة
ومُسَدَّدٌ أو جائر أو حائر يشكو ظلامه
لولا استقامة من هداه لما تبينت العلامة
وأعلى من ذلك وأجلّ قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصِّلت: 30 – 33] .
هذا: وأبدي بذلك بشارة، وهو أن بعض ذوي القدرة واليسار، لما رأى ما رأى من تحريف جملة من النصوص عن مواضعها وإخراجها للناس محرفة، أبدى التزامًا أدبيًّا بإعادة طبع ما كان سبيله كذلك بعد التنسيق مع مجمع الفقه الإسلامي وعرضه عليكم في دورة – أو في هذه الدورة – بعد اتخاذ الترتيبات الرسمية اللازمة.