وإني لأرى لزامًا عليّ من منطلق المسؤولية، وأنا على رأس الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أن أقدر إنجازات مجمع الفقه الإسلامي حق قدره، وأن أنوه بالدراسات الكثيرة والعميقة التي قام بها، سواء في ندواته أو مؤتمراته، في شتى مجالات المعرفة من أصول ومعاملات واقتصاد واجتماع وطب، مما يزيد الاعتزاز بهذه المؤسسة، وما نشرته من ذلك في مجلتها العلمية التي بلغت بهذا العدد عشرين مجلدًا هي حصيلة المؤتمرات الدورية التي عقدتها حتى الآن.

ولم يكن المجمع ليصل إلى أهدافه النبيلة لولا الدعم المتواصل الذي يلقاه من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وخصوصًا من دولة المقر (المملكة العربية السعودية) التي لا تألوا جهدًا في تقديم العون المادي والمعنوي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أمانة عامة، وأجهزة ومؤسسات.

فلحكومات هذه الدول وعلى رأسها حكومة خادم الحرمين الشريفين آيات الشكر والعرفان.

ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى أمين عام المجمع فضيلة الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة وإلى رئيس مجلس المجمع فضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد، اللذين يعود الفضل إليهما – بعد الله – في الارتفاع بمستوى المجمع إلى آفاق الرقي والعالمية. فلهما كل تقديري وتشجيعي حاثًا إيّاهما على الاستمرار في الدرب نفسه، كما أتوجه بالشكر والامتنان إلى جميع أسرة المجمع، أصحاب الفضيلة العلماء والفقهاء والخبراء، لما بذلوا ويبذلون من جهود في سبيل خدمة دينهم وأمتهم وللإداريين بالمؤسسة الذين بفضلهم يتم لنا اقتطاف هذه النتائج الرائعة. فجزى الله هؤلاء وأولئك خير الجزاء.

وختامًا أوجه نداء ومناشدة حارين إلى جميع قادة الحكومات الإسلامية والمسؤولين فيها، طالبًا منهم أن يلتزموا بدفع مساهماتهم المالية نحو المجمع، وأن يبذلوا له المزيد من العطاء والإحسان، وذلك لتتمكن هذه المؤسسة الفريدة من نوعها من أداء رسالتها على أكمل الوجوه، ومن القيام بمشاريعها المتنوعة والكثيرة، خدمة للأمة الإسلامية، ومواكبةً منها لما تنهض به المجامع والمؤسسات في العالم الإسلامي من أعمال خالدة تثبت أصول الحضارة وترعاها، كما تدعم التطورات الفائقة والنافعة لتحقيق مزيد من النظر والبحث في مختلف مجالات الدراسة والعلم.

وإني لأتضرع إلى المولى عز وجل أن يوفق جهود القائمين على هذا المجمع، ويسدد خطاهم لما في ذلك من صلاح الإسلام والمسلمين، إنه تعالى جواد كريم، وصلّى الله على سيدنا ومولانا محمد وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

الدكتور حامد الغابد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015