كلمة
معالي الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله كما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا لك، الحمد بالإسلام ولك الحمد بالإيمان ولك الحمد بالإحسان وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد ثبت من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى)) ، وان من علائم صحة النية وسلامتها ترتب النتائج السليمة المرضية التي تتمثل فيها الوسطية الشرعية وإنها بشرى أزفها إليكم أيها الجمع الكريم، وإلى كل مسلم يسمع كلمتى من مقامي هذا، أن المجمع هي دورته السادسة سيراً في ركاب الدورات السابقة توصل ولله الحمد إلى نتائج مرضية في المواضيع الفقهية في المستجدات التي تناولها بالدراسة والبحث فهذه نعمة من نعم الله لأن الوصول إلى حلول شرعية تقوم على أساس الدليل الشرعي من الكتاب والسنة وتسير على مدارج النبوة ومنهاجها ولاتتخطى ذلك قيد أنملة هذه من أعظم النعم وهذه نعمة من الله من الله بها علينا في هذا المجمع، فالله الحمد على ما أنعم وتفضل وأجزل وتكرم. إن الوسطية كما يقول بعض أهل العلم هي أم الكتاب وإذا كان المسلم يسير بين الخوف والرجاء وبين الإفراط والتفريط وسطاً عدلا خياراً فهما له أو هي له كالجناحين للطائر فإن الوسطية تمثل زر التحكم بين هذين الجناحين حتى يسير المسلم وبخاصة أهل العلم ليوجهوا الأمة ويصدروا الفتاوى والأحكام على ضوء الكتاب والسنة فالله الحمد على ما أنعم وتفضل بذلك وبدءاً بحديث أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه، فيطيب لي أن أذكر كلمته المأثورة المبرورة (هيا بنا نؤمن ساعة، فأقول لكم أصحاب المعالي أصحاب الفضيلة أيها الجمع الكريم أيها العلماء الأجلاء هيا بنا نؤمن ساعة ليحصل التواصي والتذاكر والمذاكرة في أعظم مهمات العالم وطلب العلم، إن من أهم مهام أهل العلم والإيمان نفي الدخولات على شريعة الله وصد غارات الجياع على تراث السلف سواء كان تحت غطاء التحقيق أو تحت غطاء الاختصار والتصفية، فإن التحقيق لتراث السلف دين على علماء هذه الأمة ليخرجوه للمسلمين سليما على ما أراده مؤلفه وان تقريب كتب السلف هو دين على علماء هذه الأمة، أما ما يدخل في ذلك من عبث نشاهد بداواته وبعضاً من آثاره في عدد من الأقطار فإن واجبكم أيها العلماء أن تصدوا غارات هؤلاء الجياع، وأمر آخر من أعظم المهمات لكم وهو السعي في وحدة المسلمين وإزالة الخلافات بينهم وردهم إلى الله رداً جميلاً والدعوة بعودتهم إلى الكتاب والسنة ومناصحة ولاة أمر المسلمين بالتي هي أحسن وتحبيب الخير إلى نفوسهم وترك طرق النفرة والتنفير مع أي من طبقات الأمة حتى نصل إلى الغاية المحمودة ليكون العالم الإسلامي متقارباً مجتمعاً يمثل أسرة واحدة يكسرون بذلك الحواجز الوهمية التي شكلت صراعاً داخلياً في المنطقة الإسلامية، والجواد الرابح في ذلك هم أعداء الإسلام الخارجون عليه، وإن أبواب الأمل منفتحة ولله الحمد ومشرقة بما نراه في الساحة من جهود مكثفة على اختلاف المستويات وبخاصة من إعداد من علماء أمة محمدصلى الله عليه وسلم فهيا بنا رحمكم الله تعالى أن نكون كذلك.