ونحن مطالبون اليوم، بأن نعمل جميعاً، عبر هذه المؤسسة الإسلامية الجديدة على توحيد الأحكام في دار الإسلام توحيداً يتناول كل جوانب الحياة، حسب مقتضى الشريعة، فذلك هو السبيل القويم لتحقيق الوحدة بين شعوبنا المسلمة.

وأهمية الفقه الإسلامي في مجتمعاتنا الإسلامية تتجلى في أنه يتناول بشكل مباشر حياة الفرد والأسرة والمجتمع ويتناول العلاقات مع المجتمعات غير الإسلامية، وتتجلى كذلك في أنه يعمل على إصدار الفتاوى والبحوث والدراسات المستلهمة من مبادئ الدين الحنيف، والمنسجمة مع تطور الحياة في هذا العصر.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك مشكلات وقضايا كبرى ظل العالم الإسلامي يعاني منها دون أن يتمكن الساسة المسلمون من إيجاد حل مناسب لها حتى الآن. لذا، فعلى المجمع الذي أصبح اليوم حقيقة قائمة الذات أن يقول في تلك المشكلات كلمة الإسلام، أن يجهر بموقف الشريعة إزاءها مما يعين القادة المسلمين على التوصل إلى الحلول المناسبة لها.

أيها الإخوة..

اسمحوا لي بأن أتوجه من هذا المقام إلى جلالة الملك فهد بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، بأجمل عبارات الامتنان والتقدير لما أسبغ على مجمعنا هذا من رعاية وعناية، ومن حفاوة وكريم ضيافة، ولتفضله بافتتاح أعمال المجلس التأسيسي للمجمع في السنة الماضية بخطاب ضاف كان مناراً لعملنا موضعا لتقديرنا، نظراً لما أشتمل عليه من أفكار وتوجيهات حكيمة، ثم لتفضل جلالته كذلك بإنابة صاحب السمو المالكي الأمير ماجد بن عبد العزيز عن جلالته في افتتاح أعمال الدورة. ولا غرابة في ذلك، فقد عودنا جلالته على حرصه الشديد- حفظه الله – على كل ما من شأنه أن يرفع مكانة أمتنا الإسلامية.

أيها الإخوة..

أسأل الله أن يزيد في توفيقنا على طريق تدعيم التضامن الإسلامي بين دول الأمة الإسلامية وشعوبها، وأن يلهمنا رشدنا وينصرنا على أنفسنا وعلى أعداء أمتنا، أنه سميع مجيب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015