وقد بات من الواجب أن يتداعى أرباب الاختصاص ممن هداهم الله إلى التفقه في هذه الشريعة، على أبواب كنوز الفقه الإسلامي وخزائنه، عبر هذا المجمع، وأن يعملوا بإقبال وهمة على خدمة أبناء هذه الأمة، بل على خدمة الإنسانية كلها، باستخراج المباحث الفقهية التى تتناول حياة الناس وتعالج مشكلاتهم، وبعرضها في أثواب جديدة، وفق المناهج المتبعة في الدراسات العلمية دون تعصب لرأي أو انتصار لمذهب، مع ترجيح الآراء الصالحة لمقتضيات العصر ومتطلبات الحياة.
وبالتقدم في هذا المجال نخرج إلى الدائرة العالمية، ونسهم بكل جدارة وفاعلية وأهلية في تقدم الفقه العالمي.
وإن عنايتنا بالشريعة الإسلامية وتيسير سبل الناهلين من معينها الثري سيوطد دعائم أصالتنا وسيمهد الطريق أمام استقلال فقهنا وقضائنا وتشريعنا ويمكننا من خدمة أمتنا وإضاءة جانب كبير من جوانب الثقافة العالمية في القانون.
أيها الأخوة..
إن العالم الإسلامي يعيش في الوقت الحاضر ظروفاً دقيقة، ولذا، فإن شروع المجمع الفقهي الإسلامي في الاضطلاع برسالته يكتسى أهمية كبرى في هذه المرحلة من مراحل حياة أمتنا الإسلامية التي ستجد لدى هذا المجمع بحول الله، الحل المنشود لكل مشكلة، والرأي الحصيف، والرد الإسلامي المناسب على كل سؤال تمليه حياة هذا العصر وسيكون ذلك معواناً على زيادة التقارب بين شعوب هذه الأمة وعلى زيادة انسجامها، مما ييسر لها السبل نحو الاتحاد والتآخي.