قراءتها ناشر الرحلة. كنت قرأت في النص 35 من المطبوعة كلمة (برنج) ثم جمعها (برانج) وفي حاشية للناشر أن الكلمة فارسية ومعناها النحاس وهو يظن أنها بمعنى خابية أو برنية فرأيت أن القراءة غير صحيحة ولا بد أن تكون (برنخ) وهي كلمة معروفة في بغداد والموصل يراد بها أنبوب من خزف قطره واسع حسب حاجة صاحبه إليه ويكون طوله نحو نصف متر، وإذا أراد أحدهم أن يتخذ مدخنة أو مسيلا ينحدر من علو، صف واحداً راكباً في رأس واحد. وسياق الكلام في الرحلة يقضي أن تكون الكلمة (برنخ) وجمعها (برانخ) كما أن النسخة التي عندي تصورها على هذا الوجه. ويقال في المفرد (بربق) بإبدال الخاء قافاً. وقد بان لي أن على الكلمة مسحة آرامية فسألت عن ذلك حضرة الأب صاحب المجلة فقال: (البربخ) وجمعها البرابخ مأخوذة من الارمية (لا من المصرية كما في اللسان والتاج) وهي من (بربوعا) ويقال فيها أيضاً (بربوقا) بمعناها وبمعنى الكراز أو القرقار أو الكوز أو الدبة أو الزجاجة.

(عن دليل الراغبين في لغة الآراميين).

نسخة أسرة المؤلف

كان القس بطرس قد ألف كتاباً اسمه ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارفة والمغاربة من السريان طبع جزءه الأول في مطبعة الأباء الدمنكيين بالموصل في سنة 1905 وشرع في طبع جزءه الثاني هنالك أيضاً في سنة 1913 ثم حدث ما أوقفه عن الطبع بعد أن أنجز منه 448 صفحة فذكر فيه رحالتنا مع اقتباس من المشرق. ومما فيه (2: 359) قوله عن الرحلة: (رؤي هذا الكتاب عند نعمان الحلبي). وسيأتي الكلام على نعمان أنه من بيت

كاتب الرحلة.

تذكرت هذه الرواية حينما زرت الموصل في خريف 1921 ترويحاً للنفس فجمعتني الصداقة القديمة بالوجيه الكريم يوسف أفندي نعمان آل الحلبي فأخذنا يوماً نتجاذب أطراف الكلام عن أسرته الطيبة الأرومة فسألته عن هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015