تصنع في البيمارستان بحضرته حتى يتفرج عليها، فأحضروها بين يديه بقاعة البحرة فقطعت بحضرته، وهو ينظر إليها. وخلع على رئيس الطب شمس الدين القوصوني وولده، والحاوي الذي أحضر الحيات وآخرين معهم).
فنفهم من هذا أن القوصوني الأب كان رئيس الأطباء.
وذكر ابن اياس القوصوني في ترجمة الملك المظفر سليمان بن الملك المظفر سليم شاه بن عثمان المتوفي سنة 975هـ 1567م ونقل عن كتاب لم يسمه أخبار جلوس السلطان سليمان المذكور على سرير الملك وكان ذلك سنة 926هـ 1520م.
والظاهر أن القوصوني هذا هو بدر الدين محمد بن شمس الدين محمد المتقدم ذكره الذي استدعاه السلطان سليمان لمعالجته وقدم عليه سنة 955هـ 1548م كما جاء في ترجمته المدونة بآخر مقالته في الحمام.
إلا أن الذي يدعو إلى الاستغراب في هذا الأمر هو أن يخلع الملك الناصر محمد بن قايتباي على ابن شمس الدين سنة 902هـ 1497 في حين أن مولد بدر الدين كان في سنة 920هـ 1514م.
لذلك يترجح لنا أنه كان لشمس الدين ابن آخر لم يذكروا لنا اسمه كان يشاركه في عمله الطبي قبل أن يولد بدر الدين بنحو ثمانية عشر عاماً.
ثم خلف بدر الدين والده شمس الدين في شهرته الطبية.
أما القوصوني - ومن عادة خطاطي القرن السابع أن لا يعجموا أداة النسب سواء أكانت هذه الأداة متصلة بالياء. أم منفصلة عنها. مثل: اللحياني والعلاءي والاشنانداني وغيرها ولكنهم كانوا يمدون في رأس الياء إذا كان قبلها حرف فيأخذها القارئ بالقرينة - فقد تقرأ القوصوي كما وقع لبعض النساخ والقراء.
أما هذه النسبة فكما قال الدكتور سالم ترجح أن تكون إلى قوصون الرجل أحد أمراء دولة المماليك لا من سلاطينها كما زل به قلم الدكتور الجلبي العلامة.
ولعل قوصون هذا هو الذي جعله الملك المنصور سيف الدين قلاون اتابك العساكر فخان مولاه وعمل على خلعه وقتله في سنة 742هـ 1341م ثم على تولية أخيه