تزاوله عادة وغالبا القوابل وبعض النساء المسنات فضلا عن الرجال وأما طريقة التطعيم المألوفة فكانت قائمة بنقل الطعم من ذراع مطعم إلى ذراع غير مطعم ولم تزل تلك الطريقة جارية إلى يومنا هذا بجنب استعمال المصل البقري الذي كان يبطل سواه.
الشهادات
كان من عادة أباء الأولاد المطعمين أن يسلموا أحيانا إلى أوانيس مراديان شهادات ناطقة بفضله وشكره وبمنافع التطعيم وعدم مضاره وقد ورد ذكر ثلاث منها: الأولى لمفتي بغداد المتقدم ذكره والثانية لأمراء كرمانشاه القاجاريين والثالثة لقسم من نصارى بغداد لم تزل محفوظة عندي وإليك نصها بالحرف الواحد وبتواقيع أصحابها وقد أضفت إلى هذه الشهادة شيئا بين عضادتين إيضاحا للأمر:
نقر ونعترف نحن المحررة أسماينا بذيله ولأجل أننا صرنا مطلعين نشهد أيضا على أن علم تركيب رفع الجدري المسمى بالفرنجي واكسين أدخله في بلدنا هذه فقط الخواجه أوانيس مراديان الإسلامبولي. صحيح من مدة زمان كان أنسمع هاهنا خبر هذه المعرفة المحدثة جديدا في فرنكستان ولكن ولا واحد منا ما كان يتجاسر أن يقدم ولده إلي التجربة بذلك. غايته الخواجه أوانيس المذكور بجهد كلي بالحث والنصائح وثم بتاريخ سنة 1810 مخصوص لأجل ولده جاب أصل مادته وأمامنا ركب لولده وأم ثم باستماعنا فعله التركيب
وبالسلامة معافاته من ذلك كل منا عزمنا وتجاسر قبلنا وفعلنا لأولادنا أيضا والآن في بلدنا هذه ممارس هو من جميع الطوايف من مثال ولده وحثه وجهده وهذه الورقة مخصوص لأجل تقدمه الممنونية حررناها وعطيناها له بشهادة الحق بحيث من تاريخ أربعة سنين إلى الآن كلمن استعمله فما عاد ظهر بد جدري الطبيعي أبدا. ربنا يجازيه ولأولاده لأجل هذا الخير الكلي الذي أدخله وعلمه في هذه بلدنا. حرر في بغداد في 30 تشرين الأول سنة 1814.