الدكتور ماكنل طبيب السفارة البريطانية في طهران إجابة لطلبه.

وفي أثناء إقامته في جلفا عاد إليها أحد أهلها وهو مناطا كان (أي باق) ابن دير اسطيفان المطعم الهمام وتلميذ الدكتور ريغ وكان قد قرر إرساله إلى بغداد ليكون مطعما هناك غير أن موانع شتى حالت دون الذهاب إليها ففوض حينئذ إليه أمر التطعيم في جلفا وابتدأ بالعمل حالا بعد أن قدم إليه أوانيس مصلا جديدا من أحسن نوع.

هذا في جلفا وأما في بغداد فأن أوانيس قبل سفره إلى كرمانشاه كان قد عهد إلى امرأته بشؤون التطعيم فيها والسهر على حسن إجرائه غير أن البعض من الجهلاء والجاهلات أخذوا يتدخلون في أمر التطعيم وهم ليسوا من رجاله فحدث من جراء ذلك ما حدث من النتائج الوخيمة التي أدت إلى إزالة ثقة الناس به وابتعادهم عنه وظلت الأمور على هذه الحالة إلى أن أرسلت شركة الهند الإنكليزية مطعما على حسابها وهو محمد صالح خادم الدكتور (هين) سابقا ولكن لم يمر زمن طويل حتى ذهب ضحية لتعدد زوجاته فمات قبل أوانه وبموته حرمت بغداد مطعما كفوا. فقامت حينئذ تريزية امرأة أوانيس مراديان

وشمرت عن ساعد الجد بمساعدة أبنيها في إعادة ثقة الناس بالتطعيم وإعلاء شأنه ولو أن الأمر كان يكلفها أحيانا تضحيات بما لها.

ولما كادت سنة 1847 أنفذ السلطان عبد المجيد أمرا بإرسال راغب بك حاجبه الثالث إلى بغداد وغيرها من الولايات العثمانية ليفقد أموالها وينظر في شؤونها ويهدي في الوقت عينه سيفا لمحمد نجيب باشا والي ولاية بغداد تقديرا لحسن إدارته وحكمه في هذه الولاية فدخل راغب بك الزوراء في 21 آذار من السنة المذكورة ومعه طبيب ارمني اسمه باروناك فروخ خان كان قد رافقه من الآستانة ليداوي المرضى ويطعم الأولاد مجانا في جميع المدن والقرى التي على طريقهما وما وطئت قدماه مدينة السلام حتى أخذ يقو بوظيفته المعهودة إليه بهمة لا تعرف الملل في جهات عديدة من العراق ثم قفل راجعا إلى الآستانة.

ومن ذلك اليوم لم ينقطع التطعيم من العراق بل زاد شأنا وانتشارا فكانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015