التاريخ أراد بهذا الاحتفاء أن يجدد على الستارة صورة صلة بات عهدها نسيا منسيا خالعا عليها ثوبا قشيبا جديدا تميس فيه تيها ودلالا. وقد تجلى في تلك الحفلة في فخامة ابن سعدون الشبيبي ما ورثه من آبائه الأماجد من مكارم الأخلاق مزدانة بحبه لترقية العلوم ولا سيما تنشيطه للأب - وضمنا تشجيعه لحملة الأقلام كافة - على موالاة خدمة لغتنا الجليلة.

كان مبدأ إقامة الأباء الكرمليين في بغداد في سنة 1721 أما الصرة فقد دخلوها للإقامة فيها منذ سنة 1623 وقد وجد السر هرمن كولنز سجلاً لمبعثهم في البصرة دون فيه أحد رؤسائهم ما لقيه من أخبارهم منذ سنة دخولهم حتى زمانه الذي كان في سنة 1674 وشرع يضم إلى تلك الأنباء ما كان يحدث في أيامه في البصرة وتبع تلك الخطة الذين خلفوه. وهذه النسخة التي هي اليوم عند السر المذكور تنتهي بأخبار سنة 1733 وهي الأم بنفسها

المختلفة الخطوط ولغتها هي اللاتينية إلاّ صحائف قليلة في لغات إفرنجية أخرى مع نصوص عربية وتركية. وقد بعث السر بالطبع هذا السجل من مدفنه مع ترجمته إياه إلى الإنكليزية ووشاه بصورة شمسية لما يحويه من النصوص العربية والتركية.

ومما يرويه لنا هذا السجل الوحيد النسخة استيلاء شيخ المنتفق مغامس المانع على البصرة في سنة 1705 (1117هـ) وكانت يوم ذاك سفن هولندية راسية فيها في شط العرب. وإني لأقصر كلامي في هذا المقام على نقل ما جرى للأب حنا (يوحنا) مع الشيخ مغامس معربا كلامه عن الإنكليزية ومورداً النص العربي بحروفه (302: 3 من الأصل):

تعريب فقرات الكتاب ونص البراءة

(. . . في اليوم السابع من هذا الشهر (تشرين الثاني 1705) حضرنا إمامه (إمام الأمير مغامس) فرحب بنا وبعد أن هنأه الربان الهولندي التمس منه أن يعطيه عقد اتفاق بين الهولنديين والعرب. فكرم عليه مجيبا طلبه بكل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015