عم سعدون مغامس المانع والكرملي

ما أبهى ما كان يوم الأحد الذي وقع في 7 تشرين الأول 1928 ذلك اليوم التاريخي عند إخوان الأدب العربي ورافعي أعلام التشجيع له من كبراء وعظماء فأن في عصره المشهود

أقيمت تلك الحفلة الباهرة لتكريم الأستاذ الكبير الأب انستاس ماري الكرملي في دار صاحب الفخامة عبد المحسن بك آل سعدون لقضاء الأب الفاضل عمره حتى شيخوخته الحاضرة في خدمة لغة الضاد الشريفة ذلك العمر الذي أتى فيه بالكتابات العديدة والمباحث الكثيرة ما قدره علماؤنا وكتابنا وشعراؤنا من عراقيين وسوريين ومصريين وفلسطينيين وغيرهم وفي طليعتهم المجمع العلمي العربي بدمشق الشام وهنئوه ببلوغه هذا اليوم وقد بجاه مع تهانئ حارة كبار من المستشرقين من مختلفي الشعوب الغربية. وقد اجتمعت في هذه الحفلة كلمة هؤلاء الأفاضل جميعهم على تقدير خدماته الجلى لما وقفوا عليه فضلا عما لدى الأب من الآثار غير المنشورة.

فليهنأ الأب وليعيش طويلا للمثابرة على أعماله المقدرة!

وأني لأستأذن كلا من فخامة ألبك وفضيلة الأب في أن أذهب بهما وبالقراء الكرام إلى حادث تاريخي:

لا بد وأن الفكر سائد إنه لم يسبق قبل اليوم أن سعدونياً كرم كرملياً - ولو على غير هذا الوجه - لأتساع الفراغ الفاصل بين الفريقين، فيظن إذ ذاك أن ما أبرزه هذا الاحتفاء لهو مما أولده القرن العشرون لكنا إذا تصفحنا التاريخ رأينا هناك تكريم شيخ من بيت فخامته - يوم كان يدعى بيته شبيبيا قبل أن يكون سعدونيا - لأحد الكرمليين من الجدود المعنويين للمحتفى به. فكأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015