لم يعرض لها السهيلي باسمها، وإنما ذكر كثيرا من الأمثلة التي تندرج تحت الاستعارة التمثيلية (?) ، من ذلك ما ذكره عند قول حسان: (?)
ولا تك كالشاة التي كان حتفها ... بحفر ذراعيها فلم ترض محفرا
قال: "تقوله العرب في مثل قديم فيمن أثار على نفسه شرا كالباحث عن المدية، وأنشد أبو عثمان ابن بحر: (?)
وكان يجير الناس من سيف مالك ... فأصبح يبغي نفسه من يجيرها
وكان كعنز السوء قامت بظلفها ... إلى مدية تحت التراب تثيرها" (?)
وكذلك سرد كثير من الأمثال، مثل يسار الكواعب وقصته (?) ، حيث يقال: "لاقى الذي لاقى يسار الكواعب"، وكذلك ذكر التمثيل بالنعامة، فقال: "والعرب تقول: أشرد من نعامة، وأنفر من نعامة" (?) ، ونحو ذلك من الأمثال الشائعة في اللغة.
ثالثا: الكناية
أشار السهيلي إلى الكناية عن الموصوف عند ذكر قول البراء بن معرور للنبي عليه الصلاة والسلام: (نبايعك على أن نمنعك مما نمنع منه أزرنا، أراد نساءنا) ، وقال: "والعرب تكني عن المرأة بالإزار، وتكني أيضا بالإزار عن النفس، وتجعل الثوب عبارة عن لابسه كما قال:
رموها بأثواب خفاف فلا ترى ... لها شبها إلا النعام المنفرا
أي بأبدان خفاف، فقوله: مما نمنع أزرنا يحتمل الوجهين جميعا" (?) .
وفي السياق ذاته ينقل السهيلي قولا آخر وقع فيه لفظ الإزار كناية عن الأهل عند أبي علي الفارسي، بينما ذهب ابن قتيبة إلى أنه كناية عن النفس، ويرجح السهيلي ما ذهب إليه ابن قتيبة، معتمدا على التحليل النحوي للسياق، وعلى البيت الذي يلي الشاهد المذكور، يقول: "وقد قال الفارسي في قول الرجل الذي كتب إلى عمر من الغزو يذكره بأهله: