الشاهد: قوله: فواسقاً، فالفاسق: الخارج عن الطاعة، واستشهد به في تفسير قوله تعالى " وما يضل به إلا الفاسقين"
واستشهد به أبو عبيدة في مجاز القرآن (143) فقال: ففسق عن أمر ربه: جار عنه، وكفر به، ثم ذكر الشعر ونسبه إلى رؤبة.
واستشهد به صاحب لسان العرب (144) ؛ فقال: وفسق عن أمر ربه، أي جار ومال عن طاعته، ثم ذكر البيت.
والعرب تقول: إذا خرجت الرطبة عن قشرها: قد فسقت الرطبة من قشرها.
والبيت من شواهد سيبويه (145) ، إذ استشهد به لنصب " غور " حملا ًعلى موضع " نجد " وما عمل فيه؛ لأن معنى يذهبن في نجد " وهي رواية سيبويه " ويسلكن نجداً واحداً، فكأنه قال: يسلكن نجداً وغوراً غائراً.
والغور: تهامة وما يليها.
ونجد:هو من نحو فيد إلى الكوفة وإلى البصرة، وما يلي ذلك.
يعني بذلك قصائد قد سادت في الغور وتهامة، أو أفعالا ًيفتخر بها، أو حروباً قد غار ذكرها وأنجد.
وقيل: وصف الراجز ظعائن منتجعات يأتين مرة نجداً، وهو ما ارتفع من بلاد العرب، ومرة الغور، وهو تهامة، وهي ما انخفض من بلادها.
ونسب البيتان إلى العجاج في الكتاب، وقد وردا في زيادات ديوان رؤبة. (146)
لسُبّ بِذلِكَ الجرو الكِلابا
(47) وَلَوْ وَلَدَتْ قَفِيرَةُ جَرْوَ كَلْبٍ
الشاهد: استشهد المؤلف بهذا البيت عند تفسيره لقوله تعالى " وما يضل به إلا الفاسقين " فروى قراءة ابن مسعود وعطاء والحسن " وما يضل به " على لفظ ما لم يسم فاعله، و " إلا الفاسقين " بالنصب، قال ابن مجاهد: أسانيد هذه القراءة منكرة جداً، فإن صحت، فطرقها من اللغة أن يضمر لها اسم، ويكون ما ظهر خبراً له، وتقديره: وما يضل به إلا أفسق الفاسقين، كقول الشاعر: ولو ولدت ... البيت. (147)