2 تبين من خلال التسلسل التاريخي أن استعمال القلب للكشف عن حال الرواة جرى في القرن الثاني قبل المائتين، خلافاً لما ذكره الذهبي (ت748هـ) رحمه الله حيث قال: "لم يكن ظهر لهم قلب الأسانيد على الشيوخ، إنما فعل هذا بعد المئتين.."اهـ (1) ؛ فقد اثبت التتبع والتسلسل التاريخي أنهم استعملوه قبل المئتين كما تراه مع شعبة (ت160هـ) وحماد بن زيد (ت167هـ) رحمهما الله، ويؤكد هذا أن التلقين أمر معروف قديماً وصورته صورة القلب!
نعم إذا أراد الحافظ الذهبي أنه بعد المئتين اشتهر وتفشى فهذا هو الواقع، والله اعلم!
3 أن الإمام ابن حبان (ت354هـ) رحمه الله قد لهج في كتابه المجروحين باستعمال الوصف ب (القلب) ، كما لهج الإمام ابن عدي (ت365هـ) رحمه الله في كتابه في الضعفاء باستعمال الوصف ب (السرقة) !
4 للعلماء عبارات متنوعة عن القلب أشهرها (القلب) ، ثم (الإحالة) ، إدخال حديث في حديث، وأنهم يعبرون في بعض الرواة بحسب حالهم من الضبط ب (السرقة) ، أو (التدليس) .
المقصد السابع: المصنفات في الحديث المقلوب
لم أقف على شيء من المصنفات في الحديث المقلوب، لكن وقفت على تسمية بعض الكتب في هذا العلم، وهي الآتية:
1 للخطيب البغدادي (ت463هـ) رحمه الله تعالى، كتاب في المقلوب في الأسماء. ذكره الحافظ ابن الصلاح رحمه الله في آخر كلامه عن النوع السادس والخمسون: معرفة الرواة المتشابهين في الاسم والنسب المتمايزين بالتقديم والتأخير في الابن والأب، فقال عن هذا النوع: "مثاله: (يزيد بن الأسود) ، و (الأسود بن يزيد) :
فالأول: يزيد بن الأسود الصحابي، (الخزاعي) ، و (يزيد بن الأسود الجرشي) ، أدرك الجاهلية، وأسلم، وسكن الشام، وذكر بالصلاح، حتى استسقى به معاوية في أهل دمشق، فقال: "اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا". فسقوا للوقت، حتى كادوا لا يبلغون منازلهم.
والثاني: (الأسود بن يزيد النخعي) ، التابعي الفاضل.