وسئل أبو سهل محمد بن سليمان (1) عن الشكر والصبر أيهما أفضل، فقال: {هما في محل الاستواء فالشكر مطية السراء، والصبر فريضة الضراء، قال: وقيل: الصبر أسنى الأمرين؛ لأن الشكر استجلاب واستدعاء، والصبر استكفاء وارتضاء، وموضع الرضا يفضل موضع الدعاء ... } (2) .
وروي عن مجاهد عن ابن عباس: {أوحى الله إلى موسى - عليه السلام - إنك لم تتقرب إليّ بشيء أحب من الرضا بقضائي} (3) .
وقال الذهبي - رحمه الله - في كتاب الكبائر: {أجمع سبعون رجلاً من التابعين، وأئمة المسلمين، والسلف، وفقهاء الأمصار، على أن السنة التي توفي عليها رسول الله - (- أولها: الرضا بقضاء الله وقدره، والتسليم لأمره، والصبر تحت حكمه، والأخذ بما أمر الله به، والنهي عما نهى الله عنه، وإخلاص العمل لله، والإيمان بالقدر، خيره وشره، وترك المراء، والجدال، والخصومات في الدين ... } (4) اهـ.
ومِمَّا قيل في فضل الرضا بالقضاء:
وما لي من عبد ولا من وليدة
وإني لفي فضل من الله واسع
بنعمة ربي ما أريد معيشة
سوى قصد حال من معيشة قانع
ومن يجعل الرحمن في قلبه الرضا
يعش في غنى من طيّب العيش واسع
إذا كان ديني ليس فيه غميزة
ولم أشْرِه في بعض تلك المطامع
ولم أبتع الدنيا بدين أبيعه
وبائع دين الله من شر بائع
ولم تشتملني مرديات من الهوى
ولم أتخشع لامرئ ذي بضائع
جموع لشر المال من غير حله
ضنين بقول الحق للزور راتع (5)
ومن الشعر أيضاً:
ولاتجزعي يا نفس من نازل جرى
بتقدير خلاق إله البرية
فإن الرضا والصبر في كل محنة
لمن أخلاق أصحاب النفوس الرضية (6)
أنواع القضاء وحكم الرضا به
القضاء ثلاثة أنواع:
1 - القضاء الديني.
2 - القضاء الكوني.
3 - القضاء الذي هو وصف الله تعالى.