3 - القسم الثالث من الكوني: وهو الجاري باختيار العبد، وقضاء الرب، مِمَّا يكرهه الله، ويسخطه، وينهى عنه {المعاصي} ، وحكم الرضا به.
وتفصيل تلك المسائل باختصار غير مخل - إن شاء الله -.
ثُمَّ ذكر بعض ما ينافي الرضا بالقضاء، على وجه الاختصار، مثل:
1 - الاعتراض على قضاء الله الشرعي الديني.
2 - ترك التوكل على الله.
3 - السخط بما قسم الله.
4 - الحزن على ما فات.
5 - النياحة.
6 - تمني الموت لضر نزل أو بلاء.
7 - عدم الرضا بالمقسوم من الرزق.
8 - الجزع والهلع.
ثُمَّ مناقشة الصوفية في انحرافهم في الرضا بالقضاء، على وجه الاختصار غير المخل - بإذن الله تعالى -.
هذا وقد آثرت الإيجاز، مع الحرص على الوفاء بالموضوع، ليسهل على القارئ والمطلع الإفادة، وأسأل الله أن يسدد أعمالنا، ويغفر زلاتنا وتقصيرنا، وأن ينفع بهذا البحث، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الرضا في اللغة
الرضا: مصدر، مقصور: ضد السخط، والسخط: الكراهية للشيء، وعدم الرضا به (1) ، وفي حديث الدعاء: {اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء} (2) ، وقد رضي يرضى رضا ورُضا ورِضواناً ورُضواناً - الأخيرة عن سيبويه (3) - فهو راض من قوم رُضاة (4) .
ورضيت عنك، وعليك، رضى، ومثله: رضيت الشيء، وارتضيته، فهو مرضي، ومرضو أيضاً، على الأصل، مقصور: مصدر محض، والاسم الرضا ممدود (5) عن الأخفش (6) .
قال القحيف العقيلي (7) :
إذا رضيت عليّ بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها
ولاتنبو سيوف بني قشير ... ولاتمضي الأسنة في صفاها (8)
عدّاه بعلى؛ لأنه إذا رضيت عنه أحبته، وأقبلت عليه، فلذلك استعمل على بمعنى عن (9) .
وقال ابن جني (10) : وكان أبو علي (11) يستحسن قول الكسائي (12) في هذا، لأنه لما كانت رضيت ضد سخطت عدى رضيت بعلى، حملاً للشيء على نقيضه، كما يحمل على نظيره.