يوأفق قومي وأهل بلدي حمدت الله وقبلته وإن كأنت الأخرى لم أكن أول ساق إليهم ذلاً وبلاءً أشربه فأستريح من الدنيا فإنما بقي من عمري اليسير. قال خالد: هاته فأخذه ثم قال بسم الله وبالله رب الأرض والسماء الذي لا يضر مع اسمه شيء فشربه فتجللته غشية ثم ضرب بذقنه في صدره طويلاً ثم غرق فأفاق كانما نشط من عقال فرجع ابن بقيلة إلى قومه فقال جئتكم من عند شيطان أكل سم ساعة فلم يضربه صانعوا القوم وأخرجوهم عنكم فإن هذا أنر مصنوع لهم على مائة ألف درهم يقول:
أبعد المنذرين أرى سواماً ... يروح بالخور نق والسد ير
أبعد فوارس النعمان أرعى ... مراعي نهر مرة فالحقير
تحاماه فوارس كل قوم ... مخافة ضيعم عالي الزئير
فصرنا بعد هلك أبي قبيس ... كمثل الشاء في اليوم المطير
تقسمنا القبائل من معد ... علانية كأيسار الجزور
نودي الخرج بعد خراج كسرى ... وخرج بني قريظة والنضير
كذاك الدهر دولته سجال ... فيوم من مساة أو سرور
وبالجملة فالكتاب رخيص الثمن ثمين القيمة والنفع جداً وقد عني السيد محمد بدر النعساني
الحلبي بتصحيحه وضبط ألفاظه وتعليق بعض حواش هذا الجزء في 330 صفحة مطبوع الطبع المتوسط مشكول محل الأشكال من ألفاظه.