ثم يغلبه الموت على أمره.
قصيدة من الشعر
وحرام على حافظ إبراهيم أن ينظم قصيدة تهيج النفوس الساكنة وتحرك الشر في القلوب وتحمل من نالت منه الخطوب على أن يقتل نفسه إذا قال حفظ الله نفسه:
سعيت إلى إن كدت أنتعل الدما ... وعدت وما أعقبت إلا التندما
سلامٌ على الدنيا سلام مودع ... رأى في ظلام القبر أنساً ومغنما
أضرّت به الأولى فهام بأختها ... وإن ساءت الأخرى فويلاه منهما
فهبي رياح الموت نكبأ واطفئي ... سراح حياتي قبل أن يتحطما
فيا قلب لا تجزع إذا عضك الأسى ... فإنك بعد اليوم لن تتألما
ويا عين قد آن الجمود لمدمعي ... فلا سيل دمع تسكبين ولا دما
ويا صدر كم حلت بذاتك ضيقة ... وكم جال في أنحائك الهم وارتمى
فهلا ترى في ضيقة القبر فسحة ... تنفس عنك الكرب إن بت مبرما
أكابر الرجال والانتحار
ولقد قام فريق من أهل الطب وقالوا بان الجنون أقوى أسباب قتل النفس. وعارضهم في ذلك آخرون وقالوا بأن من يحفظ التاريخ ذكر انتحارهم كانوا من أعقل الناس وأكبرهم نفوساً.
ومن هؤلاء الرجال العظام الذين سعوا إلى حتوفهم بأظلافهم وخطفوا أرواحهم بأسيافهم القائد القرطجني الشهير هنيبال فإنه بعد أن هزم جنود الرومان شر هزيمة عاد فأفل نجم سعده ورافقته الخيبة ولازم جنده الفشل وانهزم. فأوي إلى ملك يحتمي به ثم لم تطق نفسه أن تبقى على الذل فانتحر.
ومنهم كاتو القائد الروماني الشهير. وكان ذلك القائد من أنصار بومبيوس الذين يمتون إليه بحبل الصداقة والإخلاص وكان من المتألبين على قيصر العاملين على انخذاله فلما أخلفت الأيام ظنه وبات قيصر والنصر حليفه واندحر بومبيوس وأنصاره شق الأمر على كاتو وأبت نفسه أن يبقى على الضيم فطعن نفسه بخنجره طعنة أودت بحياته.
ومنهم أوتو القيصر الروماني الكبير الذي تألبت عليه جنود الألمان وردوه مخذولاً محسوراً