وفي بلاد عمان كثير من الشيعة وفي نفس مسقط - على تباين ما بينهم وبين الخوارج من أهلها - عدد لا يقل عن إلف رجل بيدهم أزمة تجارتها وهم معروفون بمذهبهم أخبرني أحد العاملين وكان أقام فيها مدة من الزمن ولقي من كبير تجارها الحاج عبد العزيز كل حفاوة وإكرام لأنه شيعي عاملي.
وأما الترك فالبكدشيون منهم - ومعظمهم في بلاد الروملي ومنهم قسم صالح في الأناضول وكريت ونصف بلاد ألبانيا منهم وليس البكداشيون كل شيعة بلاد الأتراك بل يوجد بينهم من الشيعة الأمامية قرى مر بها مجاهد وجبل عاملة في حرب روسيا عام 1203هجرية فتعرفوا في ما بينهم وأكرموا أخبرني غير واحد منهم بهذا الخبر.
وأما روسيا فحسبك أن الأكبر من بلاد قفقاسيا من الشيعة فباكو المعروفة ببادكوبا ونواعيها شيعة ومنها المحسن الكبير الحاج زين العابدين تقيوف صاحب المبرات والخيرات ومشيد المدارس والكليات للمسلمين في روسيا من ماله وكنجه وبلادها شيعة وكذلك ايروان (أريفان) وما إليها وقره باغ وحاليان وضواحيها ولنكران وقواها ونحجوان وما والاها وشاه وما حولها كلهم من الشيعة.
أكثر من النصف شيعة وفي باطوم وتفليس عدد لا يستهان به منهم وفي استراخان وبلادهم منهم كبير وقد جمعتني الأقدار بعامل من أهل العلم والدين من دربند تزوجت ابنته في جبل عامل وجاء لزيارتها فاخبرني بوفرة عدد الشيعة في تلك الأرجاء وأن جماعة من الشيعيين في بنزدوسق دعوه إليهم ليقيم بينهم مدة من الزمان فأجاب دعوتهم فرأى ما يطرب له كل مسلم من التحاب والتآلف الموجود بين المسلمين هناك رأى الملا السني في بنزدوسق كان أكثر الناس ملازمة لصحبته وأنه أصيب بالرماتزم حتى عجز عن النهوض إلا بمعونة شخص آخر فتولى ذلك منه السني ولم يدع أحد غيره يقوم مقامه وأخبرني أنه لما قامت الفتنة في البلاد الساحلية وعامة أهلها شيعة بينهم وبين الروسيين هب سكان الجبال وجمهورهم من أهل السنة لنجدة أخوانهم فرابطوا معهم في الثغور حتى أنجلى الفتنة وفي مرو وطاشقند وسائر بلاد سمرقند من الأملاك الروسية بل في تركستان الروسية عدد وفير منهم.
وفي الأفغان عدد قدره بعض الأفاضل بثلاثة ملايين ولعل فيه مبالغة وفي بخارى قسم