مجله المقتبس (صفحة 6807)

وشيعة الهند فيهم الأمامي والأصولي والإخباري والكشفي والزيدي والأسماعيلي (من بهرة وأغاخانية) والواقفي والفطحني وكانت بلاد كشمير ولم تزل مراداً لأهل العلم والإرشاد من متفقهة وكذلك بلاد حيدرأباد وفي بمباي مطابع للشيعة وفي كالكوتا من جرائدهم جريدة (حبل المتين) المشهورة.

وكانت الهند محل هجرة جماعية علماء جبل عامل ذهبوا إليها وعاشوا بين أهلها حتى وافتهم منيتهم ومن العاملين من تولى الوزارة لأحد ملوك الهند قبل أن يدخلها الانكليز ولم تزل الصلات لطلاب فقه الشيعة في العراق ترد بألوف الألوف من الهند وما في خزائن النجف وأحجار الكريمة والتحف النفيسة أثره من الهند تجارها وملوكها وأخبرني ببعض الخبيرين من العراقيين أن في تلك الخزائن مجموعة من الأحجار الكريمة فيها ما لا يوجد مثله في خزائن الملوك وإن الذي أعاد لمدينة كربلاء بناءها وسورها بسور منيع بعد أن غزاها الوهابيين وانتهبوا مجوهرات خزنة سيدنا الحسين بن علي عليه السلام وما فيها من التحف وباحوا المدينة لعسكرهم حتى أصبحت خراباً يباباً - وهو بعض ملوك الهند.

وأما الصين فتكاثر الشيعة فيها ليس فيه ريب وفي بكين عاصمة الصين مساجد خاصة بالشيعة غير المساجد المشتركة بينهم وبين عامة المسلمين هناك وما زال الوافدون من شيعة الصين وبلاد التيبت يزورون مشاهد آل البيت في العراق وكثير من فضلاء العراق زاروا بلاد التيبت وقاموا بين ظهراني أهلها م الشيعة ورأيت جماعة من شيعة جبل عامل في مكة جماعة من شيعة الصين وتألفوا حتى تبودلت الهدايا بينهم وأما البلاد العربية - فاليمن على أتساع رقعتها وتكاثر نفوسها نحو نصف أهلها من الزيدية الشيعة ولم تخل من الأمامية وعدتهم قليلة هناك - وأما العراق - فثلاثة أتباع أهله من الشيعة وعهدهم بالتشيع قديم وأمرهم مشهور حتى لقب التشيع بدين الكوفة قال أبو تمام

وكوفني ديني على أن منصبي ... شآم ونجري آية ذكر النجر

وأما الحجاز - ففيه كثير من الشيعة الأمامية وهم في البادية أكثر منهم في الحواضر وفي الحجاز نواح عامة أهلها شيعة الفرع والعوالي وأما سورية فقد سبق القول في مقالنا السابق الذكر أن الأمامية منهم يبلغون نحو مائتي ألف نسمة ولكن غير الأمامية منهم والمنتسبين إلى الشيعة في سورية يبلغون قريباً من ضعفي هذا العدد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015