مجله المقتبس (صفحة 6728)

نثرية شعرية إذ لا يقصد منها التعريف بحقيقة المترجم وأحواله بل وصف أدبه وشعره والمبالغة فيهما وفيه من هذه الوجهة وإلا فقد استوفى المؤلف تراجم من ذكرهم هنا في كتابه خلاصة الأثر حتى لم يبق مجالاً لقائل.

أما طريقته في وصف الرجال فقد سبقه إليها الفتح بن خاقان في قلائد العقيان والثعالبي في يتينة الدهر والخفاجي في الريحانة وابن معصوم في السلافة وهذا مثال منها قال في التعريف بعبد اللطيف المنقاري وهو مما تفهم منه درجة نثر المؤلف: ماجد استوفى شرف لارومة واستغلق مزية النسبة المرومة فما بات بتكميل النفس وجده وكلفه لأنه أتى الفضل وهو لعمري لا يتكلفه فهو معروف بأصله وفصله مشهود له بنبله وفضله له المقام الأحظى ومعارف التي ملئت سمعاً ولفظاً وهو منذ حلت عنه تمائمه ونيطت عليه همائمه مخطوب الحظوى عند الأنام حال من الالتفاف في الذروة والسنام تارة يستفيد منى وتارة يستفيد ثنا.

تروى محاسن لفظه وكأنها ... درر وآراء كمثل دراري

ومأثر قد خلدت فكأنها ... غرر وعزم مثل حد غرارٍ

إلى أن فجع به المجد الأثيل وفقد من الدنيا فقد المثيل وله أدب نقده نض ومقتفه غض أخذت كلمه بمجامع القلوب وملك قلمه الغاية من حسن الأسلوب وقد أثبتت له ما تهديه برداً موشى وتستجليه خداً بالقلم الريحاني محشى فمن قوله من قصيدة

بين حنايا ضلوعي اللهب ... ومن جفوني استهلت السحب

وفي فؤادي عليل ممتزج ... يعاف إلا الديار تقترب

يا بابي اليوم شادن غنج ... يعبث بالقلب وهو ملتهب

يسنح لكم بصفحتي رشا ... والقد أن ماس دونه القضب

ثغر وشاح يزينه هيف ... ليس كخود يزينها القلب

إن لاح في الحي بدر طلعته ... يا برق إلا وفاتك الشنب

تطفو على الثغر من مقبله ... حباب ظلم وحبذا الحبيب ألخ

وله من قصيدة رسلها إلى ديار بكر يتشوق بها إلى دمشق ويذكر منتزهاتها

سقى دار سعدى من دمشق غمام ... وحيّا بقاع الغوطتين سلام

وحاد هضاب الصالحية صيب ... له في رياض النيربين ركام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015