مجله المقتبس (صفحة 6616)

رزايا الحروب ومزايا البشر ونتائج الفنون

عفت الربوع فلا رنوع ... وخلا الجميع فلا جميع

أين الغواني بالمغاني ... لا يروعها مريع

الساحبات مطارفاً ... عنها الشذا الداري يضوع

المالكات وما لها ... إلا الإبا التاج الرفيع

والمرسلات لواحظاً ... كم بين أسهمها صريع

في شعرها عبس الدجى ... وبثغرها ضحك الصديع

فبدت وما طويت على ... غير الجوى منها الضلوع

ما أن لها إلا الصدى ... أن تدع معشرها سميع

تستنجد العبرات إذ ... لا منجد إلا الدموع

صدعوا لها شملاً به ... لفؤآدها منه صدوع

بالراح تدفع وثبةً ... ليست تفل لها جموع

وتخال أن زفيرها ... لعدآء أعداها دموع

ترنو لمبغوم وأحشا - ها يقطعها النزوع

لم يدر ما معنى الحيا - ة وكيف يفهمها رضيع

ويكاد يسلم نفسه ... للحتف والده الجزوع

فله مدامعه تذا - لجوىً وللحرب النجيع

وفؤاده كلوائه الخفا - ق خفاق مروع

تدعو الوغى فيجيبها ... ويجيب إذ تدعو الربوع

ولرب ليل لم يزر ... طرفي بجنحيه هجوع

قلبت صفحة أفقه ... ولكم به مرأى بديع

فقرأت أسطره وما ... غير الدراري لي شموع

كم قد تردى بردةً ... من نسج ظلمته جزوع

وإذا نضى عنه هزيعاً ... لفه منه هزيع

يشكو الولوع لنجمه ... من قد أضرّ به الولوع

ما الهم إلا طائر ... وله بداجيه وقوع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015