وانهضوا نهضة الشعوب لدنيا ... وحياة كبيرة الأشغال
وإلى الله من مشى بصليب ... في يديه ومن مشى بهلال
وقال حافظ بك إبراهيم:
يا صاحب الروضة الغناء هجت ينا ... ذكر الأوائل من أهل وجيران
نشرت فضل كرام في مضاجعهم ... جرَّ الزمان عليهم ذيل نسيان
إني أحييك عنهم في جزيرتهم ... وفي العراق وفي مصر ولبنان
جلوت للغرب حسن الشرق في حلل ... بما يستهين بها نساج (هرنان)
ظنوك منهم وقد أنشأت تخبطهم ... بما عنا لك من سحر وتبيان
ما زلت تبرهنا طوراً وتبرهم ... حتى ادعاك محياك الفريقان
لولا اسمرارك فازوا في ادعائهم ... (بواصف) وخسرنا أي خسران
إلى أن قال:
أمسى كتابك كالسيما يعيد لهم ... مرأى الحوادث مرت منذ أزمان
قد شاهدوا فيه تحت النفع عنترة ... يصارع الموت عن عبس وذبيان
وشاهدوا أسداً يمشي إلى أسدٍ ... كلاهما غير هياب ولا وآني
هذا من العرب يلوي به فزع ... زذاك أروع من آساد خفان
لله در يراع أنت حامله ... لو كان في أنملي يوماً لأغناني
وقفت تدفع عن آدابنا تهماً ... كادت تقوض منها كل بنيان
فكنت أول مصري أقام لهم ... على نبالة مصر آلف برهان
ما زلت تلقي على أسماعهم حججاً ... في كل ناد وتأتيهم بسلطان
حتى أثنيت وما في الغرب مجتريء ... على البناء ولا زار على الباني
محوت ما كتبوا عنا بقاطعة ... من البراهين فلت قول (رينان)
انحنى على الأدب الشرقي مفترياً ... عليه ما شاء من زور وبهتان
ظن الحقيقة في الأشعار تنقصنا ... واللفظ والقصد والتصوير في آن
وإننا لم نصل فيها إلى مئة ... عداً وذاك لعي أو لنقصان
ولو رأى ابن جريح في قصائده ... لقال آمنت في سري وإعلاني