في الفلاحين ومنها ماحشيت به رؤؤسهم هناك من تساوي الناس جميعا وان لفظ الخادم مرادف للفظ المنحط ومنها انتشار الصنائع والاحتياج إلى الأيدي العاملة هذا في الغرب وأما في الشرق فليس له من سبب سوى حب البطالة فترى الفتى أو الفتاة يؤثر أن يعيش بالشحاذة ولا يمتهن خدمة عند احدهم كأنه يرى الشحاذة اشرف من الخدمة المشروعة ولو طبق قانون المتشردين في هذه الديار لبلغ عددهم نصف سكان مملكة من ممالك أوروبا الصغرى فحبذا تطبيقه بالفعل ليقل الخاملون ويزيد العاملون وبذلك لا يشكو خادم ولا مخدوم.
طريقة جديدة للاستصباح
اخذوا في بلاد البلجيك يستخدمون فحم كوك المعدني لا فحم كوك في معامل الغاز لإنارة المدن بثمن ارخص من الغاز المعتاد في الاستصباح وقد تألفت شركة لهذه الغاية وهي تعقد ألان مقاولات مع بلديات كثير من المدن البلجيكية لتنيرها بهذا الضوء الجديد الرخيص الذي لا يكلف متره المكعب سوى خمسة سنتيمات ويمكن أن تنزل قيمته إلى النصف بعد سنة ومن المدن ما وفرت بهذه الطريقة مبالغ طائلة فان مدينة انفريس تدفع خمسة عشرة سنتيماً ثمن المتر المكعب من غازها فكم يكونوا المبلغ الذي تقتصده غدا إذا ابتاعت كل متر بسنتيمين ونصف.
الأرضة
الأرضة أو دود الخشب مما لا يحاذر الناس منه كثيرا في العادة بيد أنها بما تحدثه من التلف تعد من جملة مصائب المساكن فهي تسكن في الأثاث والدفوف وكل أعمال الخشب وحملاتها شديدة بحيث يكاد لا يلحظ وجودها ولا انتشارها وكثيرا ما تدخل هذه الدودة في البيوت التي كانت سالمة منها على غير انتباه والأرضة كالقمل والبراغيث والبق إذا سكنت صعب جدا إبادتها فإنها كثيرة التناسل وتقاوم كل طريقة لإتلافها ولذلك تقضي الحال بان يحاذر كل الحذر من نقلها إلى المساكن وذلك بان لا يستخدم إلا الخشب الجديد السالم من الأرضة وكثيرا ما يحدث أن البنائين وأصحاب الأملاك يستعملون أنقاضا من البيوت تكون أخشابها عتيقة ملوثة بالأرضة ومن الناس من ينتقلون إلى بيوت فيهملون تنظيفها وتنظيف أمتعتهم التي تكون الدودة الخبيثة قد اتخذت لها فيها مساكن لا ترى وكم من دار أصيبت