مجله المقتبس (صفحة 5849)

ما زينة الدنيا وزخرف عيشها ... إلا متاع زائل وغرور

وكأن أحداث الزمان إذا طغت ... بحر وأمال النفوس جور

يمسي الجهول مقدراً أرزاقه ... ولدى الإله الرزق والتقدير

ويدبر الدنيا ليسبر غورها ... ولربه في أمره تدبير

وأحب من مثر يجمله الغني ... عاف لآلاء الإله شكور

وتجارة أدنى معارضها التقى ... لتجارة في الله ليس تبور

من يتخذ غير الإله وليجة ... بعدت طرائقه وساء مصير

وقال عبد الحليم أفندي حلمي في العدد نفسه من قصيدة:

من يطلب الخلد فليعمل لسيرته ... يفنى الوجود ولكن تخلد السير

عقائد الشعب أساس فان ضعفت ... هدت ذراه فأمسى وهو منعفر

والناس في العيش أنصاب محركة ... تظل معبودة من حسنها الصور

كأن أرواحهم طير محلقة ... على الرؤوس متى تسنح لهم زجروا

نظل نذكر موتانا بما صنعوا ... إن يذكر الحي موتاه فقد نشروا

وقال الشيخ مصطفى الغلاييني من قصيدة في الإصلاح:

ما يفعل الخلق الكريم تحوطه ... من لؤم أخلاق الملا آجام

بل ما يفيد العلم عند معاشر ... ما في رؤوس عظامهم أحلام

أو ما ينال اخو العلى في بيئة ... للجهل فيها النقض والإبرام؟

وأبو الفضائل روضة حفت بها ... جدر السفاء كأنها آكام

يا للرزيئة من بلاد ضيعت ... أشبالها فاستأسد الأغنام

لم ترع فيها ذمة لرجالها ... والمكرمون بهائم وسوام

ما يبتغي راعي العلى من امة ... للافن فيها حرمة وذمام؟

أسف على وطن اسود عرينه ... هلكت فحلت ربعه الأنعام

تكسى الحقائق فيه ثوب مهانة ... وتسود في أرجائه الأوهام

أبناؤه نبذوا الفضيلة جانباً ... فحياتهم ابد الزمان آثام

إن ينشدوا للمجد أو يتهيئوا ... لملمة فجاهدهم إلمام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015