في الشعراء بحال لأن الشعر شعوراً وأكثر هذه القصائد التي رآها مدير الشرق من الكلم النوابغ كالخرنوب رطل نشارة في دريهمات من العسل بل معظم القصائد لا وزن فيها ولا قافية ولا لفظ ولا معنى وغريب بعد كل ذلك أن تنشر هذه القصائد عَلَى أنها عنوان البلاغة والفصاحة ليتحداها طلابهما ولو أنصف ناشرها لرمى بها في سلة سقط المتاع ولما أتعب الطابع بصف حروفها والقراء بمطالعتها لئلا تخدش عليهم ملكتهم العربية وكان الواجب أن ينشر لهم الشعر العالي لمن اشتهروا في هذا العصر بجودة قريضهم وسلاسته أمثال إسماعيل صبري وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران وشكيب أرسلان ومعروف الرصافي وعبد المحسن الكاظمي وطانيوس عبده ونقولا رزق الله وعشرات غيرهم في مصر والشام والعراق وهم حملة راية القريض وأمراء البيان بلا جدال ومثل هذه القصائد أو معظمها تخجل الجرائد الساقطة من نشرها دع تخليدها في كتاب وبيعها من الناس لتفسد لهم ملكتهم وما الداعي لنشرها إلا لأنها تضرب عَلَى نغمة تهتز لها أوتار قلوب ناشريها وحبك الشيء يعمي ويصم.
الكتاب الثاني المذكرات الجغرافية في الأقطار السورية هي كراسة في 64 صفحة من قلم الأب هنري لامس الهولاندي اليسوعي كان نشرها في مجلة الشرق وقد ألم بها حالة سورية الطبيعية والاقتصادية وببعض ما كتب العرب في وصفها في القرون الوسطى وأجاد المؤلف كل الإجادة في التعريف بذلك وكنا نود لو أتم هذه السلسلة المفيدة لأنه يكتب عن بحث طويل وينقب في كل ما نشره في هذه الديار من المصنفات تنقيب عالم ضليع في موضوعه واسع الأفق في المادة العربية والإفرنجية التي يستقي منها ولو كان لكل من يؤلفون من الكفاءة في موضوعاتهم ما للأب لامس لاستراح النقاد من نقد التآليف الغثة التي تصدر من مطابع الشام ومصر خصوصاً ولتوفرت عَلَى الأمة أغلاط وخرافات تزيدها أغلاطاً عَلَى أغلاطها وخرافات إلى خرافاتها.
الكتاب الثالث قانون بني عثمان المعروف بآصف نامه تأليف لطفي باشا وزير السلطان الكبير نشره الأب لويس شيخو علق عليه بعض حواش وفيه فائدة تاريخية نافعة لمن يتتبع تاريخ العثمانيين يعرف أسلوبهم في إدارتهم وسياسة بلادهم أيام عزهم.
البرامكة