لابن كمال باشا المتوفى سنة 942.
عني بنشرها سليم أفندي البخاري عن مخطوط قديم في مكتبة جميل أفندي
الشطي.
بسم الله الرحمن الرحيم
زدت نعماً جدت بها يا كريم حامداً لم علم آدم الأسمى وعند اختلاف الألسنة من الآيات العظمى ومصلياً عَلَى بعض من شرف بعض لغة الفرس بالتلفظ فسن التكلم بها وأفاد للتعريب نوع تيقظ وعلى فارسي ميدان صحبته من آله وصحابته. وبعد فهذه رسالة في التعريب عَلَى ترتيب أنيق غريب جمعتها حين التصفح لكتب اللغات المعزوة إلى الإثبات الثقات تمييزاً للعربي القح من الأعجمي الكح رفعاً للالتباس وإشارة لفوائد الاقتباس.
(مقدمية) في القاموس التعريب تهذيب المنطق من اللحن وفي الصحاح تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب عَلَى مناهجها عن ابن عباس ومجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء وغيرهم أن طه والميم والطور والربانيون بالسريانية والقسطاس والفردوس والصراط بالرومية ومشكاة وكفلين بالحبشية وهيت لك بالحورانية وبه قال فقهاء العلماء.
وزعم أهل العربية أن القرآن ليس فيه من كلام العجم شيء لقوله تعالى عربي مبين قال أبو عبيد الصواب عندي مذهب فيه تصديق للفريقين وذلك أن هذه الحروف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء إلا أن العرب حولتها عن العجمة إلى ألفاظهم ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلامهم فمن قال إنها عربية فهو صادق ومن قال أنها أعجمية فهو صادق قال في الارتشاف: الأسماء الأعجمية عَلَى ثلاثة أقسام قسم غيته العرب وألحقته بكلامها فحكم أبنية العرب نحو دروهم وبهرج وقسم غيرته ولم تلحقه بأبنية كلامها فلا يعتبر في القسم الأول نحو آجر وسيسنبر وقد تركوه غير مغير فلما لم يلحقوها بأبنية كلامهم لم يعد منها مثال الأول خراسان لم يثبت فيه فعالان ومثال الثني خرم الحق بسلم وكركم ألحق بقمقم قال أئمة اللغة تعرف عجمة الاسم بوجود (1) النقل من أئمة اللغة (2) خروجه من أوزان العربية نحو إبريسم (3) وجود نون ثم راء نحو نرجس فإن ذلك مفقود في لسان العرب (4) وجود دال بهدها زاي نحو مهندز (5) اجتمع الصاد والجيم نحو