للجميع. ولقد رويت من هذا القبيل قصة خاتم الذهب الذي ظل معلقاً عَلَى شجرة بدون أن يجرأ إنسان أن يسرقه ومع هذا فقد احتفظ النورمانديون عَلَى كر الدهور بأجسامهم الضخمة الشقراء وبالمضاء والإقدام عَلَى العمل الذي انتقل إليهم من أجدادهم المتشردين.
الفتح النورماندي - زعم غيليوم دوق نورمانديا أن ورث من تاج إنكلترا فأعطاه البابا الحق في ذلك وبعث إليه بعلم مقدس فجمع جيشاً قوياً نحو ستين ألف متشرد ليسترد مملكته وكلهم من الفرنسيس ووعدهم بأن يمنحهم أراضي وبعد أن كتبت لهم الغلبة أهمل أمر جنده وتركهم يعولون أنفسهم ويسكنون بيوت السكسونيين اللذين حاربوه ويحلون في أملاكهم ويأخذون بالقوة أياماهم أو وراثاتهم وهكذا يصبحون أرباب أكلاك وشرف (وهذا ما دعي بفتح إنكلترا) وأصبح بعد ذلك معظم الأشراف والأحبار فرنسيساص لم يقتبسوا أخلاق السكسونيين إذ كانوا يحتقرونهم بل ظلوا يتكلون بالإفرنسية ويعيشون عيش فرسان الفرنسيس فيبعثون بأولادهم إلى نورمانديا ليعلموهم اللغة وقضى بأن لا يتكلم في المدارس إلا باللغة الإفرنسية أو اللاتينية وبقيت اللغة الإفرنسية مدة ثلاثة قرون لسان الملك والبلاط والأشراف والقضاة وظلت الحال عَلَى هذا المنوال حتى أواخر القرن الرابع عشر والقوم يؤلفون قصائد إفرنسية وقد اعتذر شاعر يقصد القصيد باللغة الفرنسوية عما ارتكب من غلطات اللسان بقوله عفواً عما بدر عني فإني إنكليزي.
الملوكية - حكم الملوك الجدد مملكة إنكلترا كما حكموا دوقية نورمانديا والناظم والترتيب رائدهم وأخذوا يستنبطون أسرار مملكتهم واختار الملك أناساً من الأشراف (البارونات) يطوفون البلاد طولاً وعرضاً يبحثون عن الأراضي ويسجلون جميع أملاك إنكلترا مبينين لكل واحد كيف تسمى الدار ومن يملكوها وكم كان ثمة من الأراضي والعبيد والعامة والأحرار والحراج والمروج والمراعي والمطاحن مع أثمانها كلها وهكذا ألف كتاب - وبفضل هذا الإحصاء العام استطاع أن يعرف مبلغ قوته ومن هو الشعب الذي يبذل طاعته وذلك من الشروط الضرورية في الحكم عَلَى ما نرى ولم توفق غير نورمانديا وإنكلترا أن يتحققاه في القرون الوسطى ثم ذكر الملك أن كل إنسان حر (لا كبار السادة من أتباعه بل جميع الفرسان) ويقسم أن يذود عن حياض أرضه ويحمي شخصه من اعتداء العدو واستطاع الملك عَلَى هذه الحال أن يجمع في جيشه جميع فرسان إنكلترا.